كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
وقد ذكر محمد بن سعد بن منيع في طبقاته الكبرى ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب ابن مالك بن حسان بن تبع ، وإلى ذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام ، فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح . وتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وجرير عندهم ، فأخبره ذو عمرو بوفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فرجع جرير إلى المدينة .
ولم يذكر محمد بن سعد المهاجر ، قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعث إلى اليمن مع معاذ بن جبل مالك بن مرارة .
وذكر أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري ، في كتابه المترجم بالاستيعاب ، في ترجمة بن أبي أمية ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعثه إلى الحارث كما قدمنا .
قال ابن سعد : وكتب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام فأسلم ، وكتب بإسلامه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأهدى له هدية ، ولم يذكر اسم المرسل إليه ، ثم كان من أمر جبلة بن الأيهم ، وخبر ارتداده ما نذكره إن شاء الله تعالى ، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقال محمد بن إسحاق رحمه الله : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد بعث أمراءه وعماله على الصدقات ، غلى كل ما أوطأ الإسلام من البلدان .
فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة إلى صنعاء ، فخرج عليه العنسي وهو بها ، وبعث زياد بن لبيد ، أخا بني بياضة الأنصاري ، إلى حضرموت وعلى صدقاتها . وبعث عدي بن حاتم على طيء وصدقاتها ، وعلى بني أسد ، وبعث مالك بن نويرة اليربوعي على صدقات بني حنظلة ، وفرق صدقات بني سعد على رجلين منهم ، فبعث الزبرقان بن بدر على ناحية منها ، وقيس بن عاصم على ناحية .
قال : وكان قد بعث العلاء بن الحضرمي على البحرين ، وبعث عليّ بن أبي طالب إلى أهل نجران ليجمع صدقتهم ، ويقدم عليه بجزيتهم .
هذا ما وقفنا عليه من أخبار رسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلنذكر من أخباره ( صلى الله عليه وسلم ) خلاف ذلك .

الصفحة 111