كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
وقد قدمنا من فضلها وما بشّرها به جبريل عليه السلام ، وذكر وفاتها عند ذكرنا لزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لها ما يستغنى عن إيراده في هذا الموضع ، وهو في الجزء الرابع عشر من كتابنا هذا من هذه النسخة .
ولما ماتت خديجة تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد وفاتها بأيام :
سودة بنت زمعة بن قيس
ابن عبد شمس بن عبد ودٍ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، ويقال في حسل : حسيل . وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة ، بعد موت خديجة ، وقبل العقد على عائشة على المشهور ، وكانت قبل عند ابن عمٍ لها يقال له السكران بن عمرو ، وهو أخو سهيل بن عمرو ، من بني عامر بن لؤي ، وأسنت سودة عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فهم بطلاقها ، فقالت له : لا تطلقني وأنت حلٍ من شاني ، فإنما أريد أن أحشر في أزواجك ، وإعني قد وهبت يومي لعائشة ، وإني ما أريد ما تريد النساء . فأمسكها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وصار يقسم لبقية أزواجه دونها ، ونوبتها لعائشة ، فكانت كذلك حتى توفي عنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع من توفي عنه من أزواجه .
قال أبو عمر : وفي سودة نزل قوله تعالى : " وإن امرأةٌ خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير " . وقيل : " نزلت في عمرة ، ويقال : خولة بنت محمد بن مسلمة ، وفي زوجها سعد بن الربيع . ويقال في غيرها . والله أعلم . وكانت وفاة سودة في آخر زمان عمر بن الخطاب ، ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد سودة :
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة ، تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة ، في شوال سنة عشر من النبوة ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي بنت ستٍ أو سبع ، وبنى بها بالمدينة على رأس سبعة أشهر من الهجرة ، وهي ابنة تسع سنين ، وتوفي عنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهي بنت ثمان عشرة سنة ، ولم يتزوج ( صلى الله عليه وسلم ) بكراً غيرها ، وكانت عائشة رضي الله عنها تذكر لجبير ابن مطعم بن عدي وتسمى له ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )