كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 117 """"""
لتزوجتها ، وتزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على رأس ثلاثين شهرا من مهاجره . قال أبو عمر : وطلقها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تطليقة ثم ارتجعها ، وذلك أن جبريل عليه السلام قال له : " راجع حفصة فإنها صوامة قوامة ، وأنها زوجتك في الجنة " . وروى عن عقبة بن عامر قال : طلق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حفصة بنت عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فحثى على رأسه التراب ، وقال : ما يعبأ الله بعمر وابنته بعد هذا ، فنزل جبيريل من الغد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقال : " إن الله يأمرك أن تراجع حفصة بنت عمر رحمة لعمر " .
قال أبو عمر : وأوصى عمر بعد موته إلى حفصة ، وأوصت حفصة إلى عبد الله ابن عمر بما أوصى به إليها عمر ، وبصدقة تصدقت بها بمال وقفته بالغاية . واختلف في وفاتها ، فقال الدولابي : عن أحمد بن محمد بن أيوب ، توفيت في سنة سبع وعشرين ، وقال أبو معشر : توفيت في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين ، وقال غيره : توفيت في شعبان سنة خمس وأربعين بالمدينة ، وصلى عليها مروان بن الحكم ، وحمل سريرها ، وهو إذ ذاك أمير المدينة لمعاوية بن أبي سفيان ، وهذا الذي أشار إليه الشيخ أبو محمد الدمياطي في مختصر السيرة ، قال : ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد زواج حفصة بنت عمر :
زينب بنت خزيمة بن الحارث
ابن عبد الله عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن أبي بكر بن هوزان القيسية الهوازنية العامرية الهلالية ، وكانت تدعى في الجاهلية أم المساكين ، وكانت قبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عند الطفيل بن الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف فطلقها ، فخلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث فقتل عنها بيوم بدر شهيدا ، فخلف عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا من مهاجره . وقيل : كانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يومٍ أحدٍ ، فتزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وعلى الأول اعتمد الشيخ أبو محمد ، قال : ومكثت عنده ثمانية أشهر ، وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر ، وصلى عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ودفنها بالبقيع ، وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها ، ولم يمت من أزواجه في حياته غيرها ، وغير خديجة ، قال : وفي ريحانة خلاف ، وقال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة ، كانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها ، قال أبو عمر : ولم أر ذلك لغيره ، والله أعلم .
ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد زينب بنت خزيمة :