كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
وكان اسم زينب بنت برة ، فسماها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زينب ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم ، عمة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال الشيخ أبو محمد بن عبد المؤمن : تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لهلال ذي القعدة سنة أربع على الصحيح ، وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة ، وكانت قبل ذلك عند زيد بن حارثة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم فارقها ، فلما حلت زوجه الله إياها ، وهي التي قال الله تعالى فيها : " فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها " ولما تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تكلم في ذلك المنافقون ، وقالوا حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه ، فأنزل الله عز وجل : " ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم " . وقال تعالى : " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " فدعى زيد يومئذٍ زيد بن حارثة ، وكان قبل ذلك يدعى زيد بن محمد . قالت عائشة رضي الله عنها : لم يكن أحد من نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش ، وكانت تفخر على نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، تقول : إن آباءكن أنكحوكن وأن الله أنكحني إياه من فوق سبع سموات . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لزيد بن حارثة : " اذكرها علىّ " قال زيد : فانطلقت فقلت لها : يا زينب ، أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أرسل يذكرك . فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فدخل عليها بغير إذن ، وعن عبد الله بن شداد أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : " إن زينب بنت جحش أواهه " فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه ؟ قال : الخاشع المتضرع ، و " إن إبراهيم لحليم أواهٌ منيبٌ " . وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ؛ قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوما لنسائه : " أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يدا " ، قالت : فكن يتطاولن أيهن أطول يدا ، قالت : فكانت أطولنا يدا زينب ، لأنها كنانت تعمل بيديها وتتصدق . وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً ، قالت كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة . ومن رواية أخرى عنها أنها ذكرت زينب فقالت : ولم تكن امرأة خيرا منها في الدين ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد تبذلا في نفسها في العمل الذي تتصدق به

الصفحة 119