كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 120 """"""
و تقترب إلى الله عز وجل ، وكانت وفاة زينب بالمدينة في سنة عشرين من الهجرة ، في خلافة عمر ، وقيل : في سنة إحدى وعشرين ، ودفنت بالبقيع رضي الله عنها .
ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد زينب :
جويرية بنت الحارث
ابن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة ، وهو المصطلق بن سعد ابن كعب بن عمرو بن ربيعة ، وهو لحى بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء ، الأزدية الخزاعية المصطلقية . سباها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم المريسيع فوقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس بن شماس ، وكاتبها على تسع أواقٍ ، فأدى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عنها كتابتها وتزوجها . وقيل : جاء أبوها فافتداها ، ثم أنكحها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سنة ست من الهجرة . وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوةً ملاحةً لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تستعينه في كتابتها ، قالت عائشة : فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها ، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت ، فدخلت عليه ، فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن شماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ، قال : فهل لك في خير من ذلك " ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أقض عنك كتابتك وأتزوجك " ، قالت : نعم يا رسول الله ، قال : " قد فعلت " ؛ قالت : وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد تزوج بجويرية بنت الحارث فقال الناس : أصهار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأرسلوا ما بأيديهم ، فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيتٍ من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها .
قال أبو عمر : وكانت جويرية قبل تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ، قال : وكان اسمها برة ، فغير رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اسمها وسماها جويرية ، وحفظت جويرية عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وروت عنه ، وتوفيت في المدينة في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو والي المدينة وقد بلغت سبعين سنة ؛ لأنه ( صلى الله عليه وسلم ) تزوجها وهي بنت عشرين سنة . وقيل : توفيت في سنة خمسين . والله أعلم .