كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 121 """"""
ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد جويرية :
ريحانة بنت زيد بن عمر بن خنافة بن شمعون
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري رحمه الله : هي ريحانة بنت شمعون بن زيد بن خنافة من بني قريظة ، وقيل من بني النضير . قال : والأكثر من بني قريظة . قال الشيخ أبو محمد عبد المؤمن ين خلف رحمه الله : وكانت متزوجة رجلاً من بني قريظة ، يقال له الحكم ، وكانت قد وقعت في السبي يوم بني قريظة ، وذلك في ليال من ذي القعدة سنة خمس من الهجرة ، فكانت صفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخيرها بين الإسلام ودينها فاختارت الإسلام فأعتقها وتزوجها ، وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونشا ، وأعرس بها في المحرم سنة ست ، في بيت أم المنذر سلمى بنت قيس من بني النجار ، وضرب عليها الحجاب ، فغارت عليه غيرة شديدة ، فطلقها تطليقة ، فأكثرت البكاء فراجعها ، فكانت عنده حتى ماتت بعد رجعته من حجة الوداع ، فدفنها بالبقيع . وقيل : إنه لم يتزوجها وكان يطؤها بملك اليمين ، وأنه خيرها بين العتق والتزويج ، أو تكون في ملكه ، فقالت : أكون في ملكك أخف علي وعليك ، فكانت في ملكه حتى توفي عنها . قال : والأول أثبت .
ثم تزوج ( صلى الله عليه وسلم ) :
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشية الأموية ، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية عمة عثمان بن عفان ، هاجرت أم حبيبة مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ، فولدت له حبيبة فكنيت بها ، وتنصر عبيد الله زوجها ، وارتد عن الإسلام ، ومات على ذلك ، وثبتت أم حبيبة على دين الإسلام ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ، كما قدمنا ذكر ذلك فزوجه إياها ، وكان الذي عقد عليها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية على الأصح ، وأصدقها النجاشي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أربعمائة دينار ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة وجهزها إلى المدينة ، وذلك في سنة سبع من الهجرة ، وهذا هو المعروف المشهور . وقيل : إن الذي زوجها عثمان بن عفان ، وأن العقد كان بالمدينة بعد رجوعها من أرض الحبشة . والأول أثبت .