كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 122 """"""
وروى الزبير بن بكار قال : حدثني محمد بن حسن عن عبد الله بن عمرو بن زهير ، عن إسماعيل بن عمرو أن أم حبيبة قالت : ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي جارية يقال لها أبرهة ، كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فاستأذنت عليّ فأذنت لها ، فقالت : إن الملك يقول لك إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد كتب إليّ أن أزوجكه فقلت : بشرك الله بخير ، وقالت : يقول لك الملك وكلي من يزوجك ، فأرسلت إلى خالد بن سعيد فوكلته ، وأعطيت أبرهة سوارى فضة كانتا عليّ ، وخواتم فضة كانت في أصابعي سرورا بما بشرتني ، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين يحضرون ، وخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم - أما بعد - فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد أصدقتها أربعمائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد ، فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده رسول الله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون - أما بعد - فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فبارك الله لرسوله . ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ؛ ثم أرادوا أن يقوموا ، قفال النجاشي : اجلسوا في سنة الأنبياء عليهم السلام إذا تزوجوا أن يؤكل طعامٌ على التزويج ، فعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا . وماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين . وروى عن علي بن حسين قال : قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب ، فحفرنا في ناحية منه فأخرجنا منه حجرا فإذا فيه مكتوب ، هذا قبر رملة بنت صخر ، فأعدناه مكانه ، حكاه أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة أم حبيبة .
ثم تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد أم حبيبة :
صفية بنت حيي بن أخطب
ابن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بنت الحارث بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن نحوم ، من بني إسرائيل من سبط هرون بن عمران عليه السلام .

الصفحة 122