كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 126 """"""
الحقي بأهلك " فكانت إذا استأذنت على أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) تقول : أنا الشقية إنما خدعت . ودلهت وذهب عقلها ، وماتت سنة ستين . وروي عن ابن إسحق أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تزوجها بعد وفاة ابنته زينب ، وخيرها حين أنزلت آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها ، فكانت بعد تلقط البعر ، وتقول : أنا الشقية اخترت الدنيا . قال أبو عمر بن عبد البر : وهذا عندي غير صحيح ؛ لأن ابن شهاب يروى عن أبي سلمة وعروة عن عائشة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين خير أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله قالت : وتتابع أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على ذلك ، قال قتادة وعكرمة : كان عنده حين خيرهن تسعو نسوة وهن اللواتي توفي عنهن ، قال الشيخ أبو محمد عبد المؤمن : وقيل إنما طلقها لبياض كان بها . وقيل : إنما فراقها لأنه كان إذا خرج طلعت إلى المسجد . وقيل : إن الضحاك عرض ابنته فاطمة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : إنها لم تصدع قط فقال : " لا حاجة لي بها " .
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان في نساء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سناء بنت سفيان بن عوف بن كعب ابن أبي بكر بن كلاب . ومنهن :
عمرة بنت يزيد بن الجون الكلابية
وقيل : عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب الكلابية ، وقد أصح . وفي رواية قال أبو عمر : تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبلغه أن بها برصاً فطلقها ، ولم يدخل بها .
وقيل : إنها التي تعوذت منه حين أدخلت عليه وقيل غيرها . ومنهن :
العالية بنت ظبيان بن الجون
ابن عوف بن كعب بن أبي بكر بن عبيد بن كلاب الكلابية . قال أبو عمر : تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكانت عنده ماشاء الله ، ثم طلقها ، قال : وقل من ذكرها . هؤلاء اللاتي ذكرن من بني كلاب بن ربيعة بن عامر . قال أبو محمد : ومن الناس من جعل التي تزوجها من بني عامر واحدة ، اختلف في اسمها ، وأنه لم يتزوج من بني عامر غيرها ، قال : ومنهم من جعلهن جمعا ، وذكر لكل واحدة منهن قصة ، وهؤلاء اللاتي ذكرناهن ، هن المشهورات من بني عامر .