كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
وممن ذكرنا في أزواجه ( صلى الله عليه وسلم ) فاطمة بنت شريح . ذكرها أبو عبيدة في أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . ومنهن :
أسماء بنت النعمان بن أبي الجون
ابن الأسود بن الحارث بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي ، تزوج بها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سنة تسع من الهجرة ، زوجه إياها أبوها حين قدم ، على اثنتي عشرة أوقية ونش ، وبعث معه أبا أسيد ؛ فحملها من نجد حتى نزل بها في أطم بني ساعدة ، فقالت عائشة : قد وضع يده في الغرائب يوشك أن يصرفن وجهه عنا ، وكانت من أجمل النمساء ، فقالت حفصة لعائشة ، أو عائشة لحفصة : اخضبيها أنت وأنا أمشطها ، ففعلتا ، ثم قالت لها إحداهما : إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك ؛ فلما دخلت عليه وأغلق الباب ، وأرخى الستر ، مدّ يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : " لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك " وأمر أبا أسيد أن يردها إلى أهلها ؛ وقال : " متعها برازقيتين " يعني كرباسين ، فكانت تقول : ادعوني الشقية ، وإنما خدعت ؛ لما رؤي من جمالها وهيئتها ، وذكر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من حملها على ماقالت ، فقال : " إنهن صواحب يوسف وكيدهن عظيم " قال : فلما طلع بها أبو أسيد على أهلها تصايحوا ؛ وقالوا : إنك لغير مباركة ، ما دهاك ؟ فقالت : خدعت ، وقيل لي كيت وكيت ، فقالوا : لقد جعلتنا في العرب شهرة ، فقالت : يا أبا أسيد قد كان ما كان فما الذي أصنع ؟ قال : أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم ، ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإنك من أمهات المؤمنين ؛ فأقامت لا يطمع فيها طامع ، ولا ترى إلا لذي محرم ، حتى توفّيت في خلافة عثمان بن عفان عند أهلها بنجد .
وقال أبو عمر : أجمعوا على أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تزوجها ، واختلفوا في قصة فراقه لها ، فقال بعضهم : لما دخلت عليه دعاها فقالت : تعال أنت ، وأبت أن تجيء ، هذا قول قتادة وأبي عبيدة . وزعم بعضهم أنها قالت : أعوذ بالله منك ، فقال : " لقد عذت

الصفحة 127