كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 128 """"""
بمعاذ ، وقد أعاذك الله مني " فطلقها ، قال قتادة : وهذا باطل إنما قال هذا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم . وقال أبو عبيدة : كلتاهما عاذتا بالله عز وجل منه ( صلى الله عليه وسلم ) . والله تعالى أعلم . وروى البخاريّ في صحيحه حديث أبي أسيد الساعدي قال : تزوج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
أميمة بنت شراحيل
فلما دخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين ، وفي لفظ آخر ، قال أبو أسيد ، أتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالجونية ، فلما دخل عليها قال : " هبي لي نفسك " فقالت : وكيف تهب الملكة نفسها للسوقة ؟ فأهوى بيده إليها ليسكتها فقالت : أعوذ بالله منك ، قال : " قد عذت بمعاذ " ثم خرج عليه السلام فقال : " يا أبا أسيد اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها " . وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : خلف عليها المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة ؛ فأراد عمر أن يعاقبهما ، فقالت : والله ما ضرب عليّ الحجاب ولا سميت بأم المؤمنين ، فكف عنهما ، وقيل : تزوّجها عكرمة ابن أبي جهل في الرّدة ، وقيل : خلف عليها بعد المهاجر قيس بن مكشوح المرادي ، وقال ابن أبزى : الجونية التي استعاذت من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم تستعذ منه امرأة غيرها .
قال أبو عمر رحمه الله : الاختلاف في الكندية كبير جدا ، منهم من يقول : هي أسماء بنت النعمان ، ومنهم من يقول : أميمة بنت النعمان ، ومنهم من يقول : أمامة بنت النعمان ، قال : واختلافهم في سبب فراقها على ما رأيت ، والاضطراب فيها وفي صواحباتها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه ( صلى الله عليه وسلم ) عظيم . ومنهن :
قتيلة بنت قيس
أخت الأشعث بن قيس بن معد يكرب بن معاوية الكندية . روي عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خرج والغضب يعرف في وجهه ، فقال له الأشعث بن قيس : لا يسؤك الله يا رسول الله ، ألا أزوجك من ليس دونها في الجمال والحسب ؟ قال : " من " ؟ قال : أختي قتيلة ، قال : " قد تزوجتها " قال : فانصرف الأشعث إلى حضرموت ، ثم حملها حتى إذا فصل

الصفحة 128