كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 129 """"""
من اليمن ، بلغه وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فردها إلى بلاده وارتد وارتدت معه فيمن ارتد ؛ فلذلك تزوجت ؛ لفساد النكاح بالارتداد . قال الشيخ أبو محمد : وكان تزوجها قيس بن مكشوح المرادي ، وقيل : تزوجها عكرمة ابن أبي جهل ، فوجد أبو بكر من ذلك وجداً شديداً ، وقال : لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما . فقال له عمر : يا خليفة رسول الله ، إنها والله ما هي من أزواجه ، ما خيرها ولا حجبها ، ولقد برأها الله منه بالارتداد الذي ارتدت مع قومها . وكان تزوجه إياها سنة عشر ، وقيل : قبل موته بشهرين ، وقيل : تزوجها في مرضه . وقال قائلون : إنه ( صلى الله عليه وسلم ) أوصى أن تخير ، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين ، وإن شاءت طلقها فلتنكح من شاءت ، فاختارت النكاح ، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل . وكان عروة بن الزبير ينكر ذلك ، ويقول : لم يتزوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قتيلة بنت قيس ، ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون ؛ ملكها ، وأتى بها فلما نظر إليها طلقها ، ولم يبن بها ( صلى الله عليه وسلم ) . ومنهن :
عمرة بنت معاوية الكندية
تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال الشعبي : تزوج امرأة من كندة ، فجيء بها بعد وفاته ( صلى الله عليه وسلم ) . ذكر ذلك أبو الفرج بن الجوزي في التلقيح . ومنهن :
أسماء بنت الصلت
وقيل : سناء بنت الصلت ، قال أبو عمر : وهو الصواب ؛ قال : وقال عليّ ابن عبد العزيز بن علي بن الحسن الجرجاني النسابة : هي وسناء بنت الصلت ابن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس ابن بهثة بن سليم السلمية ؛ تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فماتت قبل أن تصل إليه . وقال غيره : فلما بشرت بذلك ضحكت ، وماتت من الفرح . وقال ابن إسحق : سناء بنت أسماء بن الصلت السلمي ، تزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم طلقها . وقال أبو نصر ابن ماكولا : سناء بنت أسماء ماتت قبل أن يدخل بها . وقيل : لما مات إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قالت أسماء : لو كان نبياً ما مات حبيبه ، فخلى سبيلها . وقال عبد الله بن عبيد بن عمير

الصفحة 129