كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 13 """"""
فرغوا من مسألته ( صلى الله عليه وسلم ) دعاهم إلى الله ، وتلا عليهم القرآن ، فلما سمعوه فاضت أعينهم من الدّمع ، ثم استجابوا لله تعالى وآمنوا به وصدّقوه ، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ، فلمّا قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيّبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرّجل ، فلم تطمئنّ مجالسكم عنده حتى فارقكم دينكم ، وصدّقتموه بما قال ، ما نعلم ركبا أحمق منكم فقالوا لهم : سلامٌ عليكم لا نجاهلكم ، لنا ما نحن عليه ، ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل أنفسنا خيرا . ويقال : إن النّفر من أهل نجران . والله أعلم . فيقال فيهم أنزل الله قوله : " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنّا به إنّه الحقّ من ربّنا إنّا كنّا من قبله مسلمين " . إلى قوله : " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين " : وقيل : إنما نزلت هذه الآيات في النّجاشي وأصحابه ، والآيات التي في سورة المائدة قوله تعالى : " ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهباناً وأنّهم لا يستكبرون " . إلى " الشّاهدين " ، وكان ممّن وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة الأوس والخزرج ، وقد تقدم ذكرهم في بيعة العقبة .
ذكر من وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الهجرة وقبل الفتح
وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الهجرة وقبل فتح مكّة : عبسٌ ، وسعد العشيرة ، وجهينة ، ومزينة ، وسعد بن بكر ، وأشجع ، وخشين ، والأشعرون ، وسليم ، ودوسٌ ، وأسلم ، وجذام .
ذكر وفد عبس
قال محمد بن سعد : وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تسعة رهط من بني عبس فكانوا من المهاجرين الأوّلين ، منهم ميسرة بن مسروق ، والحارث بن الربيع - وهو الكامل - وقنان بن دارمٍ ، وبشر بن الحارث بن عبادة ، وهدم بن مسعدة ، وسباع بن يزيد ، وأبو الحصن بن لقمان ، وعبد الله بن مالك ، وفروة بن الحصين بن فضالة فأسلموا ؛ فدعا لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بخير ، وقال : " أبلغوني رجلا يعشركم أعقد لكم لواءً " فدخل طلحة بن عبيد الله فعقد لهم لواء ، وجعل شعارهم : يا عشرة .