كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
من اللائي وهبن أنفسهن للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأرجأها وكانت تخدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكانت عند عثمان بن مظعون فمات عنها . وعن عروة قال : خولة بنت حكيم ممن وهبت نفسها للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) . وقال أبو عمر بن عبد البر : خولة تكنى أم شريك ، وهي التي وهبت نفسها للنبي ، في قول بعضهم ، وكانت امرأة فاضلة صالحة ، روى عنها سعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن المسيب ، وهي التي قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إن فتح الله عليك الطائف فأعطني حلي بادية بنت غيلان ، أو حليّ الفارعة بنت عقيل كما تقدم . ومنهن :
ليلى بنت الخطيم بن عديّ
ابن عمرو بن سواد بن ظفر بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ، وهو النبيت بن مالك بن الأوس ، وهي أخت قيس بن الخطيم ، واسم الخطيم ثابت ، واسم ظفر كعب .
قال محمد بن سعد : عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقبلها ، وكانت تركب بعولتها ركوباً شديداً ، وكانت سيئة الخلق ، فقالت : لا والله ، لأجعلن محمداً لا يتزوج في هذا الحي من الأنصار ، والله لآتينه ، ولأهبن نفسي له ، فأتت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو قائم مع رجل من أصحابه ، فما راعه إلا بها واضعة يديها عليه ، فقال : " من هذا ؟ أكله الأسد " فقالت : أنا ليلى بنت سيد قومها ، قد وهبت نفسي لك ، قال : " قد قبلتك ؛ ارجعي حتى يأتيك أمري " فأتت قومها فقالوا : أنت امرأة ليس لك صبر على الضرائر ، وقد أحل الله لرسوله أن ينكح ما شاء ، فرجعت فقالت : إن الله أحل لك النساء ، وأنا امرأة طويلة اللسان لا صبر لي على الضرائر ، واستقالته فقال : " قد أقلتك " .
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو مول ظهره إلى الشمس ، فضربت على منكبيه ، فقال : " من هذا ؟ أكله الأسد " وكان كثيراً ما يقولها ، فقالت : أنا بنت مطعم الطير ومباري الريح ، أنا ليلى

الصفحة 132