كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 138 """"""
ذكر أولاد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كان أول ولد لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة قبل النبوة القاسم وبه كان يكنى ، ثم ولدت له زينب ، ثم رقية ، ثم فاطمة ، ثم أم كلثوم ، ثم ولد له في الإسلام عبد الله فسمي الطيب والطاهر ، وأمهم كلهم خديجة رضي الله عنها . وكان أول من مات من ولده القاسم ، ثم عبد الله ماتا بمكة ، فقال العاصي بن وائل السهمي : قد انقطع ولده فهو أبتر ؛ فأنزل الله تعالى : " إن شانئك هو الأبتر " وقيل : الطيب والطاهر اثنان سوى عبد الله . وقيل : كان له الطاهر والمطهر ولدا في بطن . وقيل : كان له الطيب والمطيب ولدا أيضاً في بطن . وقيل : إنهم كلهم ماتوا قبل النبوة ، وكان بين كل ولدين لها سنة ، وكانت تسترضع لهم . وأما البنات فكلهن أدركن الإسلام ، وأسلمن وهاجرن ، وسنذكر إن شاء الله تعالى أخبارهن ومن تزوجهن ، وما ولدن على ما تقف عليه ، وهؤلاء كلهم أولاد خديجة ولدوا بمكة ، ثم ولدت له مارية القبطية :
إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
ولد في ذي الحجة ، سنة ثمان من الهجرة ؛ قال أبو عمر بن عبد البر : ذكر الزبير عن أشياخه ، أن أم إبراهيم مارية ولدته بالعالية ، في المال الذي يقال له اليوم مشربة إبراهيم بالقف ، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، امرأة أبي رافع ، فبشر به أبو رافع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوهب له عبداً ، فلما كان يوم سابعه عق عنه بكبشٍ وحلق رأسه ؛ حلقه أبو هند ، وسماه يومئذ ، وتصدق بوزن شعره ورقاً على المساكين ، وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض . وعن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " هذا يدل على أنه سماه في وقت ولادته ، قال الزبير : ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قينٍ بالمدينة ، يقال له : أبو سيف ، قال الزبير : وتنافست الأنصار فيمن يرضعه ، فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري ، زوجة البراء بن أوسٍ ، فكلمت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في أن ترضعه ، فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني