كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
وقال من طريق آخر : بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن عيرا لقريش أقبلت من الشام فبعث بني عبس في سرية وعقد لهم لواء ، يا رسول الله كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة ؟ قال : أنا عاشركم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدم ثلاثة نفرٍ من بني عبس على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقالوا : إنه قدم علينا قوم فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ، ولنا أموالٌ ومواشٍ هي معاشنا ، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اتقوا الله حيث كنتم ، فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ، ولو كنتم بصمدٍ وجازان " .
ذكر وفد سعد العشيرة
قال محمد بن سعد بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفيّ قال : لمّا سمعت سعد العشيرة بخروج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وثب ذباب - رجلٌ من بني أنس الله بن سعد العشيرة - إلى صنم يقال له فرّاص فحطمه ، ثم وفد إلى النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلم ، قال :
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى . . . وخلّفت فرّاصًا بدار هوان
شددت عليه شدّةً فتركته . . . كأن لم يكن والدّهر ذو حدثان
فلمّا رأيت الله أظهر دينه . . . أجبت رسول الله حين دعاني
فأصبحت للإسلام ما عشت ناصرا . . . وألقيت فيها كلكلي وجراني
فمن مبلغٌ سعد العشيرة أنّني . . . شريت الّذي يبقى بآخر فاني
ذكر وفد جهينة
قال ابن سعد : لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة ، وفد إليه عبد العزّى بن بدر بن زيد بن معاوية الجهنيّ ، ومعه أخوه لأمه أبو روعة وهو ابن عم له ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعبد العزّى : " أنت عبد الله " وقال لأبي روعة : " أنت رعت العدوّ إن شاء الله " وقال : " من أنتم " ؟ قالوا : بنو غيّان ، قال : " أنتم بنو رشدان " وكان اسم واديهم غوى فسماه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رشدا ، وقال لجبلى جهينة الأشعر والأجرد : " هما من جبال الجنة لا

الصفحة 14