كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالس على شفير القبر ، قال الزبير : ورش قبره ، وأعلم فيه بعلامة ، وهو أول قبر رش عليه .
فلنذكر بنات الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومن تزوجهن ، وما ولدن ووفاتهن ، وهن أربع :
زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
هي أسن بناته رضي الله عنهن . قال أبو عمر بن عبد البر : ولدت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سنة ثلاثين من موالد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، حكاه عن محمد بن إسحاق السراج عن عبيد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي ، وتزوج زينب أبو العاص بن ربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ، وهو ابن خالتها - أمه هالة بنت خويلد - قبل أن ينزل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وفرق بينهما الإسلام . وقد ذكرنا من خبر ابن العاص وأسره في غزوة بدر وإطلاقه ، وسقنا ذلك كله هناك ، وخبر إسلامه ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رد زينب عليه بغير مهر جديد ، ولا نكاح جديد . وقيل : بل بمهر جديد ونكاح جديد - والله تعالى أعلم - وولدت له علياً مات صغيراً ، وأمامة وهي التي حملها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة ، وعاشت أمامة حتى تزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة ، فكانت عنده حتى أصيب ، فخلف عليها المغيرة بن يزيد بن الحارث بن عبد المطلب ، فتوفيت عنده ، وماتت زينب في سنة ثمان من الهجرة .
قال أبو عمر : وكان سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، عمد لها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما ذكروا ، فسقطت على صخرة فأسقطت واهراقت الدماء ، فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت رضي الله عنها .
ورقية بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال أبو عمر بن عبد البر : ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، قال

الصفحة 140