كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 141 """"""
سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول : ولدت رقية بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، و رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وكانت رقية عند عتبة بن أبي لهب ، وأختها أم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب ؛ فلما أنزل الله تعالى : " تبت يدا أبي لهب " - السورة - قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية ، حمالة الحطب : فارقا ابنتي محمد ، وقال أبو لهب : رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد ، ففارقاهما ، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة ، وولدت له هناك ابنا فسماه عبد الله ، وبه كان يكنى ، فبلغ الغلام ست سنين ، فنقر عينه ديكٌ وتورم وجهه فمرض ومات . وماتت رقية رضي الله عنها في شهر رمضان ، على رأس تسعة عشر شهرا . من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، و رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غزوة بدر ، ودفنت عند وصول زيد بن حارثة بالبشارة بوقعة بدر ، وكانت قد أصابتها الحصبة ، وتخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه عن غزوة بدر بسبب مرضها ، بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال أبو عمر بن عبد البر : كانت فاطمة هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، واختلف في الصغرى منهما . وقال ابن السراج : سمعت عبيد الله الهاشمي يقول : ولدت فاطمة رضي الله عنها في سنة إحدى وأربعين من مولد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وقعة أحد . وقيل : إنه تزوجها بعد أن ابنتى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعائشة رضي الله عنها ، بأربعة أشهر ونصف ، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف . وكانت سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف . قال أبو عمر : واختلف في مهره إياها ، فروى أنه مهرها درعه ، وأنه لم يكن له ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء ، وقيل : تزوجها على أربعمائة وثمانين درهما فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يجعل ثلثها في الطيب ، قال : وزعم أصحابنا أن الدرع على من أجل الدخول ، بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إياه بذلك ، فولدت رضي الله عنها له حسنا وحسينا ومحسنا فذهب محسن صغيرا . وروى أبو عمر بن عبد البربسنده إلى علي رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن جاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " أروني ابني ما سميتموه " ؟ قلت : سميته حربا ، قال : " بل هو حسن " فلما ولد الحسين قال : " أروني ابني ما سميتموه " ؟ قلت : سميته حربا ، قال : " بل هو حسين " فلما ولد الثالث جاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " أروني ابني ما سميتموه " ؟ قلت سميته حربا ، قال : قال : " بل محسن " ، ثم قال : إني سميتهم بأسماء ولد هارون شبر