كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 142 """"""
وشبير ومشبر " . وولدت له رقية وزينب وأم كلثوم ، فهلكت رقية ، ولم تبلغ ، وتزوج زينب عبد الله بن جعفر فماتت عنده ، وولدت له علي بن عبد الله بن جعفر ، وتزوج أم كلثوم عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر ، ثم خلف عليها بعده عون بن جعفر فلم تلد له حتى مات ، وخلف عليها بعده محمد بن جعفر فولدت له حارثة ومات عنها . فخلف عليها عبد الله ابن جعفر فلم تلد له شيئا وماتت عنده ، وقيل : بل توفي عنها ، وماتت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بثلاثة أشهر ، وقيل : بستة أشهر ، وقيل : بثمانية .
وأم كلثوم بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قد ذكرنا الاختلاف في أيهما أصغر سنا هي أو فاطمة ، وكانت عند عتيبة بن أبي لهب ، فلما قال له أبواه ولأخيه ما قالا طلقا بنتي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يبنيا بهما ، وجاء عتيبة حين فارق أم كلثوم إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : كفرت بدينك وفارقت ابنتك وسطا عليه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلباً من كلابه " وكان خارجا إلى الشام تاجرا مع نفر من قريش ، حتى نزلوا مكانا من الشام يقال له الزرقاء ليلا ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة يقول : يا ويل أمه ، هو والله آكله بدعوة محمد ، قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام . وقال أبو لهب : يا معشر قريش ، أعينونا هذه اللليلة ، فإني أخاف دعوة محمد ، فجمعوا أحمالهم وفرشوا لعتيبة في أعلاها وناموا حوله ، فقيل : إن الأسد انصرف عنهم حتى ناموا وعتيبة في وسطهم ، ثم أقبل يتخطاهم ويتشممهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه .
قال أبو عمر : ولما ماتت رقية تزوج عثمان بن عفان بأم كلثوم في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة من الهجرة ، وبنى عليها في جمادى الآخرة من السنة ، وتوفيت أم كلثوم رضي الله عنها في السنة التاسعة من الهجرة ، ولم تلد لعثمان شيئا ، وكانت وفاتها في شعبان ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعثمان : " لو كانت عندنا ثالثة زوجناكها يا عثمان " وصلى عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس وأسامة بن زيد .
وقد روى أن أبا طلحة الأنصاري استأذن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن ينزل معهم في قبرها فأذن له ، وغسلتها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب ، وهي التي شهدت أم عطية غسلها ، وحكت قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك " الحديث . قال : وجلس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على قبر أم كلثوم .