كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 145 """"""
في أنفسنا وأهلينا ، اللهم إنا شفعاء عمن لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا ، اللهم اسقنا سقياً وادعاً ، نافعاً طبقاً سحاً عاماً . اللهم لا نرجو إلا إياك ، ولا ندعو غيرك ، ولا نرغب إلا إليك . اللهم إليك نشكو جوع كل جائع ، وعري كل عارٍ ، وخوف كل خائف ، وضعف كل ضعيف . في دعاء كثير .
قال ابن عبد البر : وهذه الألفاظ كلها لم تجئ في حديث واحد ، ولكن جاءت في أحاديث جمعتها واختصرتها ولم أخالف شيئاً منها ، وفي بعضها ، فسقوا والحمد لله . وفي بعضها قال : فأرخت السماء عزاليها فجاءت بأمثال الجيال ، حتى استوت الجفر بالآكام ، وأخصبت الأرض ، وعاش الناس . فقال عمر : هذا والله الوسيلة إلى الله والمكان منه . وقال حسان بن ثابت في ذلك :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا . . . فسقى الغمام بغرة العباس عم النبي وصنو والده الذي . . . ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت . . . مخضرة الأجناب بعد الياس
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب :
بعمي سقى الله الحجاز وأهله . . . عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب راغباً . . . فما كر حتى جاء بالديمة المطر
وتوفي العباس - رضي الله عنه - بالمدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رجب . وقيل : من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وصلى عليه عثمان ، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة . وقيل : تسع وثمانين سنة . وقال خليفة بن خياط : كانت وفاة العباس سنة ثلاث وثلاثين ، ودخل قبره ابنه عبد الله . وكان للعباس من الولد : الفضل وهو أكبر أولاده وبه كني ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وقثم . ولهم صحبةٌ . وعبد الرحمن ومعبد ولدا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) استشهدا بإفريقية في خلافة عثمان بن عفان ، وأم حبيب ، كلهم من أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية ، وهي أخت ميمونة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، يقال : إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة ، وكانت من المنجبات ، وفيها يقول عبد الله بن يزيد الهلالي :

الصفحة 145