كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 152 """"""
معاوية ، وأسكنه الربذة ، فمات بها وصلى عليه عبد الله بن مسعود ، وكان قد أقبل من الكوفة فدعي إلى الصلاة عليه ، فقال : من هذا ؟ فقيل : أبو ذر ، فبكى طويلاً وقال : أخي وخليل عاش وحده ، ومات وحده ، ويبعث وحده ، طوبى له . وذلك في سنة ست وثلاثين من الهجرة . روى عن أبي ذر جماعة من الصحابة ، وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق ؛ سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال : ذاك رجلاً وعى علماً عجز عنه الناس ، ثم أوكأ عليه ولم يخرج شيئاً منه . وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر " و " من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى تواضع أبي ذر " . وفضائله كثيرة رضي الله عنه .
وذكر أبو عمر بن عبد البر في خدم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " أسلع بن شريك " الأعوجي التميمي خادم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وصاحب راحلته ، وأبو سلام الهاشمي ، خادم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومولاه .
ذكر موالي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قال الشيخ أبو محمد الدمياطي رحمه الله تعالى : ومواليه من الرجال أحد وثلاثون ، وهم :
زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي
- وكان لخديجة فاستوهبه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منها وأعتقه ، وقد تقدمت أخبار ومقتله في مؤتة .
أسامة بن زيد بن حارثة
- وأمه أم أيمن ، بركة مولاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومات أسامة في خلافة معاوية ، في سنة ثمان وخمسين ، وقيل : سنة تسع ، وقيل : سنة أربع وخمسين ، وصححه أبو عمر . وكان عمره يوم مات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تسع عشرة سنة ، وقيل : عشرين ، وقيل :

الصفحة 152