كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
وبايعت الرّسول وكان خيرأ . . . إلى خير وآداك الثّناء
فما يعجزك أو ما لا تطقه . . . من الأشياء لا تعجز عداء
قال : و " عداء " بطنه الذي هو منه . فقام خزاعيٌّ فقال : يا قوم قد خصّكم شاعر الرجل ، فأنشدكم الله . قالوا : فإنّا لا ننبو عليك ؛ فأسلموا ووفدوا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . فدفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لواء مزينة يوم الفتح إلى خزاعيّ ، وكانوا يومئذ ألف رجل .
ذكر وفد سعد بن بكر
قال محمد بن إسحاق : بعثت بنو سعد بن بكر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلا منهم ضمام بن ثعلبة - قال ابن سعد : في شهر رجب سنة خمس - قال ابن إسحق بسنده إلى ابن عباس : فقدم وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ، ثم دخل المسجد ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالسٌ في أصحابه . قال : وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين ، فأقبل حتى وقف على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في أصحابه ، فقال أيّكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أنا ابن عبد المطلب " . قال : أمحمّدٌ ؟ قال : " نعم " . قال : يابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظٌ عليك في المسئلة ، فلا تجد في نفسك . قال : " لا أجد في نفسي ، فاسأل عما بدا لك " قال : أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائنٌ بعدك ، الله بعثك إلينا رسولا ؟ قال : " اللهم نعم " قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائنٌ بعدك ، الله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ، لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، الله أمرك ان نصلي هذه الصلاة الخمس ؟ قال : " نعم " . قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضةً فريضةً : الزكاة ، والصيام ، والحج وشرائع الإسلام كلها ، ينشده عن كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها ، حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه ، ثم لاأزيد ولا أنقص . ثم انصرف إلى بعيره راجعا . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :

الصفحة 16