كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 161 """"""
صدره شعر غيره ، أشعر الذراعين والمنكبين ، بادن متماسك ، سواء الصدر والبطن ، سبيح الصدر ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد عريض الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعاً ، وفي رواية : إذا مشى يقلع - كناية عن قوة الخطو كالذي يمشي في طين - ويخطو تكفياً ويمشي هونا ، ذريع المشية ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعاً ، بين كتفيه خاتم النبوة كأنه زر حجلة أو بيضة حمامة ، لونه كلون جسده عليه خيلان ، كأن عرقه اللؤلؤ ، ولريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال البراء : ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال أبو هريرة : ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كأن الشمس تجري في وجهه ، وإذا ضحك يتلألأ في الجذر ، وقال جابر بن سمرة ، وقد قال له رجل كأن وجهه ( صلى الله عليه وسلم ) مثل السيف ، فقال : لا ، بل مثل الشمس والقمر . وكان مستديراً ، وكان عمر بن الخطاب ينشد قول زهير بن أبي سلمى في هرم بن سنان :
لو كنت من شيءٍ سوى بشرٍ . . . كنت المضيء لليلة البدر
ثم يقول عمر وجلساؤه : كذلك كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم يكن كذلك غيره ، وفيه عليه السلام يقول عمه العباس رضي الله عنه وأرضاه :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه . . . ربيع اليتامى عصمةٌ للأرامل