كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 164 """"""
وعن أبي رمثة أنه وصف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ذو وفرة وبها ردعٌ من حناء ، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يصفر لحيته بالخلوق ، ويحدث أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يصفر ، وعن عبد الرحمن الثمالي قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يغير لحيته بماء السدر ، ويأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم .
هذا ما أمكن إيراده من صفاته الذاتية ، وسنذكر إن شاء الله بعد ذكر صفاته المعنوية ، حديث هند بن أبي هالة ، لجمعه بين صفاته الذاتية والمعنوية .
ذكر صفات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المعنوية
وما ورد في أكله وشربه ، ونومه وضحكه وعبادته ونكاحه ، وخلقه وحلمه واحتماله ، وعفوه وصبره على ما يكره ، وجوده وكرمه . وسخائه وسمحته ، وشجاعته ونجدته ، وحيائه وإغضائه ، وحسن عشرته وأدبه ، وبسط خلقه ، وشفقته ورأفته ورحمته ، ووفائه وحسن عهده ، وصلته للرحم ، وتواضعه وعدله وأمانته وعفته ، وصدق لهجته ، ووقاره وصمته وتؤدته ، ومروءته ، وحسن هديه وزهده وخوفه ربه تعالى ، وطاعته له وشدة عبادته ( صلى الله عليه وسلم ) تسليماً كثيرا .
فأما ما ورد في أكله وشربه ونومه وضحكه وعبادته
فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد أخذ من الأكل والشرب بالأقل ، واعتمد من ذلك على ما يمسك الرمق ويسد الخلة ، وقد جاءت الأخبار الصحيحة بذلك ، ولم تزل العرب والحكماء تتمادح بقلتهما وتذم بكثرتهما ؛ لأن كثرة الأكل والشرب دليل على النهم والحرص والشره ، وقلة ذلك دليل على القناعة وملك النفس وقمع الشهوة . وقد روينا بإسناد متصل عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " . ولأن كثرة النوم من كثرة الأكل والشرب . وقد