كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
" إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة " قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه ، فاجتمعوا إليه ، فكان أوّل ما تكلم به : بئست اللاّت والعزّى فقالوا : مه يا ضمام اتّق البرص ، اتق الجذام ، اتّق الجنون قال : ويلكم إنهما والله لا ينفعان ولا يضران ، إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا ، فاستنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ، ونهاكم عنه ، قال : فو الله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجلٌ أو امرأةٌ إلا مسلما .
قال : يقول عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة .
ذكر وفد أشجع
قال : وقدمت أشجع على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عام الخندق ، وعام الخندق سنة خمسٍ من الهجرة ، وهم مائةٌ ، رأسهم مسعود بن رخيلة بن نويرة ابن طريفٍ ، فنزلوا شعب سلع ، فخرج إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأمر لهم بأحمال التمر ، فقالوا يا محمد لا نعلم أحدا من قومنا أقرب دارا منك منّا ، ولا أقل عددا ، وقد ضقنا بحربك وبحرب قومك ، فجئنا نوادعك ، فوادعهم .
ويقال : بل قدمت أشجع بعد ما فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من بني قريظة ، وهم سبعمائة فوادعهم . ثم أسلموا بعد ذلك .
ذكر وفد خشين
قال أبو عبد الله محمد بن سعد : قدم أبو ثعلبة الخشنيّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يتجهّز إلى خيبر ، فأسلم وخرج معه فشهد خيبر ، ثم قدم بعد ذلك سبعة نفرٍ من خشين فنزلوا على أبي ثعلبة ، فأسلموا وبايعوا ورجعوا إلى قومهم .

الصفحة 17