كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 176 """"""
أبي هريرة قال : دخلت السوق مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فاشترى سراويل ، وقال للوزّان : " زن وأرجح " وذكر القصة ، قال : فوثب إلى يد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقبّلها فجذب يده ، وقال : " هذا يفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك إنما أنا رجل منكم " ثم أخذ السراويل فذهبت لأحمله فقال : " صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله " . وقد ذكر الأمين العاصمي بعض ذلك في قصيدة له فقال :
يا جاعلاً سنن النبي . . . شعاره ودثاره
متمسكاً بحديثه . . . متتبعاً أخباره
سنن الشريعة خذ بها . . . متوسماً آثاره
وكذا الطريقة فاقتبس . . . في سبلها أنواره
قد كان يقري ضيفه . . . كرماً ويحفظ جاره
ويجالس المسكين يؤ . . . ثر قربه وجواره
الفقر كان رداءه . . . والجوع كان شعاره
يلقي بغرة ضاحك . . . مستبشراً زواره
بسط الرداء كرامةً . . . لكريم قوم زاره
ما كان مختالاً ولا . . . مرحاً يجر إزاره
قد كان يركب بالردي . . . ف من الخضوع حماره
من مهنة هو أو صلا . . . ةٍ ليله ونهاره
فتراه يحلب شاة من . . . زله ويوقد ناره
ما زال كهف مهاجري . . . ه ومكرماً أنصاره
براً بمحسنهم مقي . . . لاً للمسيء عثاره
يهب الذي تحوي يدا . . . ه لطالبٍ إيثاره
زكّى عن الدنيا الدن . . . ية ربه مقداره
جعل الإله صلاته . . . أبدا عليه نثاره
فاختر من الأخلاق ما . . . كان الرسول اختاره
لتعد سنّيًّا وتو . . . شك أن تبوّأ داره

الصفحة 176