كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 186 """"""
بالله . ومن رواية عنها : ما رفع عن مائدته كسرة فضلاً حتى قبض . وعن أبي هريرة قال : كان يمرّ بآل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هلالٌ ، ثم هلال ، ثم هلال ، لا يوقد في شيء من بيوته نارٌ ، لا لخبز ولا لطبيخ ، قالوا ، بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة ؟ قال : بالأسودين التمر والماء . قال : وكان له جيران من الأنصار - جزاهم الله خيراً - لهم منائح يرسلون إليه بشيء من لبن . وعن الحسن قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها لتسعة أبيات " والله ما قالها استقلالاً لرزق الله ، ولكن أراد أن تأسى به أمته . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما شبع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يوم مرتين حتى لحق بالله ، ولا رفعنا له فضل طعام عن شبع حتى لحق بالله ، إلا أن نرفعه لغائب . فقيل لها : ما كانت معيلتكم ؟ فالت : الأسودان الماء و التمر . قالت : وكان لنا جيران من الأنصار لهم ربائب يسقونا من لبنها ؛ جزاهم الله خيراً . وعن ابن شهاب : أن أبا هريرة كان يمر بالمغيرة بن الأخنس وهو يطعم الطعام ، فقال : ما هذا الطعام ؟ قال خبز النقيّ واللحم السمين ، قال : وما النقيّ ؟ قال : الدقيق . فتعجب أبو هريرة ثم قال : عجباً لك يا مغيرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبضه الله عز وجل ، وما شبع من الخبز والزيت في يوم مرتين ، وأنت وأصحابك تهذرون ها هنا الدنيا بينكم .
وعن قتادة قال : كنا نأتي أنس بن مالك وخباّزه قائمٌ ، فقال يوماً : كلوا فما أعلم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رأى رغيفاً مرققاً حتى لحق بربه ، ولا شاةً سميطاً قط . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما اجتمع في بطن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) طعامان في يوم قطّ ، إن أكل لحماً لم يزد عليه ، وإن أكل تمراً لم يزد عليه ، وإن أكل خبزاً لم يزد عليه . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أرسل أبو بكر رضي الله عنه قائمة شاة ليلاً فقطعت ، وأمسك عليّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أو قطع رسول الله صلى لله عليه وسلم وأمسكت عليه ، فقيل لها : على غير مصباح ؟ قالت عائشة : لو كان عندنا مصباح لأتدمنا به ، كان يأتي على آل محمد شهراً ما يختبزون خبزاً ولا يطبخون قدراً . وعن عمران بن زيد المديني قال : حدثني والدي ، قال : دخلنا على عائشة ، فقلنا : سلام عليك يا أماه ، قالت : وعليك ، ثم بكت ، فقلنا ، ما بكاؤك يا أماه ؟ قالت : بلغني أن الرجل منكم يأكل من ألوان الطعام حتى يلتمس لذلك دواء ، فذكرت نبيكم ( صلى الله عليه وسلم ) ، فذلك الذي أبكاني ، خرج من الدنيا ولم يملأ بطنه في يوم من طعامين ، كان إذا شبع

الصفحة 186