كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 189 """"""
وأما الثياب الخضر - فقد روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يعجبه الثياب الخضر . وعن أبي رمثة قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعليه بردان أخضران . والله المنعم .
وأما السواد وما ورد فيه - فقد روي عن جابر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) دخل مكة ، وعليه عمامة سوداء . وعن حريث عن أبيه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خطب الناس ، وعليه عمامة سوداء . هذا ما وقفنا عليه من ألوان لباسه ( صلى الله عليه وسلم ) .
فأما أصناف لباسه ( صلى الله عليه وسلم ) وطولها وعرضها ، فإنه عليه الصلاة والسلام لبس الصوف والحبرة والقطن ، ولبس السندس والحرير ، ثم تركه ، وورد في ذلك أخبار نذكر منها ما أمكن .
أما الصوف وما ورد فيه - فقد روي عن أبي بردة قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فأخرجت إلينا إزاراً غليظاً مما يصنع باليمن ، وكساء من هذه الملبدة ، فأقسمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبض فيهما . وعنها رضي الله عنها قالت ، جعل للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بردة سوداء من صوف فلبسها . وعن سهل بن سعد : قال : جاءت امرأة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ببردة منسوجة ، فيها حاشيتاها . قال سهل : وتدرون ما البردة ؟ قالوا : الشملة ، قال : نعم ، هي الشملة ، فقالت : يا رسول الله ، نسجت هذه البردة بيدي فجئت بها أكسوكها ، قال : فأخذها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) محتاجاً إليها ، فخرج علينا وإنها لإزاره ، فحسّنها فلان - لرجل من القوم سماه - فقال يا رسول الله ، ما أحسن هذه البردة أكسينها ، فقال : " نعم " فجلس ما شاء الله في المجلس ثم رجع ، فلما دخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طواها ثم أرسل بها إليه ، فقال له القوم : ما أحسنت ، كسيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) محتاجاً إليها ثم سألته إياها ، وقد علمت أنه لا يرد سائلاً فقال الرجل : والله ما سألنه إياها لألبسها ، ولكن لتكون كفني يوم أموت ، قال سهل : فكانت كفنه .
وأما الحبرة وهي من برود اليمن فيها حمرة وبياض فكانت من أحب اللباس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وروي عن قتادة قال قلت لأنس بن مالك : أي اللباس كان أحب وأعجب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قال : الحبرة . وعن محمد بن هلال قال : رأيت على هشام بن عبد الملك برد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من حبرة له حاشيتان .

الصفحة 189