كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 190 """"""
وأما السندس والحرير - فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لبس ذلك ثم تركه . روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أهدى ملك الروم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مستقة من سندس فلبسها ، فكأنى أنظر إلى يديها تذبذبان من طولها . فجعل القوم يقولون : يا رسول الله ، أنزلت عليك من السماء ؟ فقال : " وما تعجبون منها ، فوالذي نفسي بيده إن منديلاً من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها " ثم بعث بها إلى جعفر بن أبي طالب فلبسها ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " إني لك أعطكها لتلبسها " قال : فما أصنع بها ؟ قال : " ابعث بها إلى أخيك النجاشي " . وعن عقبة بن عامر قال : أهدى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرّوجٌ - يعني قباء حرير - فلبسه ، ثم صلّى فيه ، ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له ، ثم قال : " لا ينبغي هذا للمتقين " . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في خميصة له أعلام ، فنظر إلى أعلامها نظرة ، فلما سلّم قال : " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي وأتوني بأنبجاني أبي جهم " .
وأما القطن وما ورد في أطوال ثياب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعرضها فروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت يوماً أمشي مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) برد بحراني غليظ الحاشية . وعنه كان قميص رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قطنياً قصير الطول قصير الكمين . وعن بديل قال : كان كم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الرسغ . وعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما : أن طول رداء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أربع أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر . وعنه أن ثوب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذي كان يخرج فيه إلى الوفد - ورداؤه حضرمي - طوله أربع أذرع ، وعرضه ذراعان وشبر ، فهو عند الخلفاء قد خلق ، فطووه بثوب يلبسونه يوم الأضحى والفطر . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يلبس قميصاً قصير اليدين والطول . وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كنت مع عمر ، في حديث رواه عنه قال فقال : رأيت أبا القاسم وعليه جبة شامية ضيقة الكمين .