كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 191 """"""
ذكر صفة إزرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما كان يقوله إذا لبس ثوباً جديداً
روى عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يرخي الإزار من بين يديه ، ويرفعه من ورائه . وعن عكرمة مولى ابن عباس ، قال : رأيت ابن عباس إذا ائتزر أرخى مقدم إزاره ، حتى تقع حاشيتاه على ظهر قدميه ؛ ويرفع الإزار مما وراءه ، فقلت له : لم تأتزر هكذا ؟ قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يأتزر هذه الإزرة . وعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا استجد ثوباً سماه باسمه ؛ قميصاً أو إزاراً أو عمامةً ، ويقول : " اللهم لك الحمد كسوتنيه ، أسألك من خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " . وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " إذا لبس ثوباً - أو قال - إذا لبس أحدكم ثوباً قليقل الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي " .
وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يلبس الكساء الصوف وحده فيصلي فيه ، وربما لبس الأزار الواحد ليس عليه غيره ، ويعقد طرفيه بين كتفيه يصلي فيه . وكان يلبس القلانس تحت العمائم ، ويلبسها دونها " ويلبس العمائم دونها ويلبس القلانس ذات الآذان في الحرب ، وربما نزع قلنسوته ، وجعلها سترة بين يديه وصلى إليها ، وربما مشي بلا قلنسوة ولا عمامة ولا رداء ، راجلاً يعود المرضى كذلك في أقصى المدينة . وكان يعتم ويسدل طرف عمامته بين كتفيه . وعن عليّ قال : عممني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعمامة ، وسدل طرفها على منكبي ، وقال : " إن العمامة حاجز بين المسلمين والمشركين " .
ذكر فراش رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ووسادته
روى عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، قالت دخلت امرأة من الأنصار عليّ فرأت فراش رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عباءةً مثنية ، فانطلقت فبعثت إليّ بفراش حشوه صوفٌ ، فدخل رسول الله صلى لله عليه وسلم عليّ فقال : " ما هذا " ؟ قلت : يا رسول الله ؛ فلانة الأنصارية ، دخلت عليّ فرأت فراشك فذهبت فبعثت هذا . فقال : " رديه " فلم أرده ، وأعجبني أن يكون في بيتي ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فقال : " والله يا عائشة لو شئت لأجرى الله معي حبال الذهب والفضة " وعنها : أنها كانت تفرش لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عباءة باثنتين فجاء ليلة وقد ربعتها فنام عليها ، فقال : " ياعائشة ما لفراشي الليلة ليس كما كان يكون " ؟ قالت قلت : يا رسول الله ، ربعتها ، قال " فأعيديه كما كان " . وعنها قالت : كان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وسادةٌ من أدم محشوة ليفاً ، ودخل عمر بن الخطاب

الصفحة 191