كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 194 """"""
ذكر سواك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومشطه ، ومكحلته ، ومرآته ، وقدحه ، وغير ذلك من أثاثه
روى عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان لا يرقد ليلا ولا نهارا فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ . وعن قتادة عن عكرمة قال : استاك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجريد رطب وهو صائم ، فقيل لقتادة : إنا أناسا يكرهونه ، فقال : استاك والله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجريد رطب وهو صائم . وعن ابن جريج قال : كان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مشط عاج يمتشط به . وعن ثور عن خالد بن معدان قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يسافر بالمشط والمرآة والدهن والمكحل والسواك .
وعن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يكثر دهن رأسه ، ويسرح لحيته بالماء . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين . وعن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يكتحل في عينه اليمنى ثلاث مرات ، واليسرى مرتين .
وعن أبي رافع قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يكتحل بالإثمد وهو صائم . وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر ، وإنه من خير أكحالكم " . وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : أهدى المقوقس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قدح زجاج ، كان يشرب فيه . وعن عطاء قال : كان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قدح زجاج ، فكان يشرب فيه . وعن حميد قال : رأيت قدح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عند أنس فيه فضة ، أو شد بفضة . وقد جاء أنه ( صلى الله عليه وسلم ) وكان له ربعة فيها مرآة ومشط عاج ومكحلة ومقراض وسواك .
وكان له قدح مضبب بثلاث ضبات من فضة - وقيل من حديد - وفيه حلقة يعلق بها ، وهو أكبر من نصف المد و أصغر من المد ، وكان له قدح آخر يدعى الريان ، وتور من حجارة يدعى المخضب ، ومخضب من شبهٍ يكون فيه الحناء والكتم توضع عند رأسه إذا وجد فيه حرا ، ومغسل من صفر ، وقصعة ، وصاع يخرج به فطرته ، ومد ، وكان له سرير ، وقطيفة ، وكان له كساء أسود كساه في حياته ، وكان له ثوبان للجمعة ، غير سائر ثيابه التي يلبسها في سائر الأيام ، وكان له منديل يمسح به وجهه من الوضوء ، وربما مسح بطرف ردائه ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 194