كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 195 """"""
ذكر ما ورد في حجامة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وحجامه
روى عن أنس بن مالك قال : احتجم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وحجمه أبو طيبة ، وأمر له بصاعين ، وأمرهم أن يخففوا عنه من ضريبته ، واختلف في اسم أبي طيبة ، فقيل : دينار ، وقيل : نافع ، وقيل : ميسرة ، وهو مولى بني حارثة . وعن جابر بن عبد الله قال : أخرج إلينا أبو طيبة المحاجم لثمان عشرة من شهر رمضان نهارا ، فقلت : أين كنت ؟ قال : كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحجمه . وعن أنس قال : احتجم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، حجمه أبو طيبة مولى كان لبعض الأنصار ، فأعطاه صاعين من طعام ، وكلم أهله أن يخففوا عنه من ضريبته ، وقال : " الحجامة من أفضل دوائكم " .
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : احتجم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو صائم ، فغشى عليه يومئذ ، فلذلك : كرهت الحجامة للصائم ، وعن سمرة بن جندب قال : كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فدعا حجامه فحجمه بمحاجم من قرون ، وجعل يشرطه بطرف شفرة ، فدخل أعرابي فرآه ولم يكن يديري الحجامة ، ففزع وقال : يا رسول الله ، علام تعطى هذا يقطع جلدك ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " هذا الحجم " قال : يا رسول الله ، وما الحجم ؟ قال : " هو خير ما تداوي به الناس " . وعن عطاء ابن عباس - رضي الله عنهما - قالا : احتجم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو محرم من وجع . وعن أنس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يحتجم ثلاثا ، على الأخدعين ثنتين ، وعلى الكاهل واحدة . وعن سعد بن أبي وقاص : أنه وضع يده على المكان الناتئ من الرأس فوق اليافوخ ، فقال : هذا موضع محجم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذي كان يحتجم ، وجاء أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يسميها المغيثة . وكان خالد بن الوليد يحتجم على هامته وبين كتفيه ، فقيل له : ما هذه الحجامة ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يحتجمها ، وقال : " من أهراق منه هذه الدماء فلا يضره ألا يتداوى بشيء لشيء " . ورورى : أن الأقرع بن حابس دخل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يحتجم في القمحدوة : وهي آخر الرأس ، فقال : لم احتجمت وسط رأسك ؟ قال : " يا ابن حابس إن فيها شفاء ومن وجع الرأس والأضراس والنعاس والمرض " وشك الراوي في الجنون . وعن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الحجامة في الرأس هي المغيثة أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية " . وعنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ليلة أسرى بي ما مررت بملأ من الملائكة إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة " . وعن معقل بن يسار قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة في الشهر دواء لداء السنة " . وقد