كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
ذكر وفد دوسٍ
قالوا : لمّا أسلم الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ - كما تقدم - دعا قومه فأسلموا ، وقدم معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت . وفيهم أبو هريرة وعبد الله ابن أزيهر الدّوسيّ ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بخيبر ، فساروا إليه فلقوه هناك ، فيقال : إنه قسم لهم من غنائم خيبر ، ثم قدموا معه المدينة . فقال الطّفيل ابن عمرو : يا رسول الله لا تفرّق بيني وبين قومي ، فأنزلهم حرّة الدّجاج ، فقال أبو هريرة حين خرج من دار قومه :
يا طولها من ليلةٍ وعنائها . . . على أنّها من بلدة الكفر نجّت وقال عبد الله بن أزيهر : يا رسول الله إن لي في قومي سلطة ومكانا فاجعلني عليهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أخا دوس ، إن الإسلام بدأ غريباً ، وسيعود غريباً ، فمن صدق الله نجا ، ومن آل إلى غير ذلك هلك . إن أعظم قومك ثوابا أعظمهم صدقاً ، ويوشك الحقّ أن يغلب الباطل " .
وروى أبو عمر بسنده إلى محمد بن سيرين أنه قال : بلغني أنّ دوساً إنّما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك الأنصاري الخزرجي :
قضينا من تهامة كلّ وترٍ . . . وخيبر ثم أغمدنا السّيوفا
نخيّرها ولو نطقت لقالت . . . قواطعهنّ : دوساً أو ثقيفا
فقالت دوسٌ : انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف .
ذكر وفد أسلم
قالوا : قدم عمير بن أفصى في عصابة من أسلم ، فقالوا : لقد آمنا بالله ورسوله ، واتّبعنا منهاجك ، فاجعل لنا عندك منزلة ، تعرف العرب فضيلتنا ، فإنّا إخوة الأنصار ، ولك علينا الوفاء ، والنّصر في الشّدّة والرّخاء ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها " . وكتب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأسلم ، ومن أسلم من قبائل العرب ممن يسكن السّيف والسّهل كتابا ؛ فيه ذكر الصدقة والفرائض في المواشي . وكتب الصّحيفة ثابت ابن قيس ، وشهد أبو عبيدة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم .

الصفحة 20