كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
مسعود ، وأنس بن مالك وابن عباس ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر ، وحذيفة ، وجبير بن مطعم رضي الله عنهم ، قال ابن مسعود : انشق القمر على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرقتين ، فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اشهدوا قال ابن مسعود : حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر وفي بعض طرقه : ومن رواية مسروق عنه أنه كان بمكة وزاد : فقال كفار قريش سحركم ابن أبي كبشة ، فقال رجل منهم : إن محمدا إن كان قد سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها ، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا ؟ فأتوا فسألوا فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك .
وحكى السمرقندي عن الضحاك نحوه . وقال : فقال أبو جهل هذا سحرٌ فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى ينظروا أرأوا ذلك أم لا ؟ فأخبر أهل النفاق أنهم رأوه منشقاً ، فقالوا : - يعني الكفار - : هذا سحر مستمر . وقال علي رضي الله عنه ، من رواية أبي حديفة الأرحبي : انشق القمر ، ونحن مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . وعن أنس : سأل أهل مكة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر مرتين ، حتى رأوا حراء بينهما ، وفي رواية معمر ، وغيره عن قتادة عن : أراهم القمر مرتين ، حتى رأوا حراء بينهما ، وفي رواية معمر ، وغيره عن قتادة عنه : أراهم القمر مرتين انشقاقه ، فنزلت الآية " اقتربت الساعة وانشق القمر " .
وحكى الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الحليمي الجرجاني في منهاجه قال : رأيت ببخارى الهلال وهو ابن ليلتين منشقاً بنصفين ، عرض كل واحد منهما كعرض القمر ليلة أربع أو خمس ، وما زلت أنظر إليهما حتى اتصلا ، ثم لم يعودا كما كانا ، ولكنهما صارا في شكل أترجة ، ولم أمل طرفي عنهما إلى أن غاب ، قال : وكان معي ليلتئذ جماعةٌ كثيفة ، من بين شريف وفقيه وكاتب وغيرهم من طبقات الناس ، وكلٌ رأى ما رأيت . قال : وأخبرني من وثقت به ، وكان خبره عندي كعياني أنه رأى الهلال وهو ابن ثلاث منشقاً بنصفين ، قال : وإذا كان هكذا ، ظهر أن قول الله عز وجل : " وانشق القمر " إنما هو على الانشقاق الذي هو من أشراط الساعة ، دون الانشقاق الذي جعله الله تعالى آية لرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وحجة على أهل مكة . وبالله التوفيق .