كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
امتلاء ، ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملأ ثوبها ، وقال : " اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ولكن الله سقانا " . وعن عمرو بن شعيب أن أبا طالب قال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو رديفه بذي المجاز : عطشت وليس عندي ماء ، فنزل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وضرب بقدمه الأرض فخرج الماء فقال : " اشرب " . وعن سلمة بن الأكوع ؛ قال نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " هل من وضوء ؟ " فجاء رجل بإداوة فيها نطفةٌ فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ، ندغفقه دغفقة أربع عشرة مائة . وفي حديث غزوة تبوك ، وما أصاب الناس من العطش ، ودعا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأن الله تعالى أرسل سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس ، واحتملوا حاجتهم من الماء ، وقد تقدم ذكره . ومن طريق آخر في هذه القصة عن عمر : وذكر ما أصابهم من العطش في جيش العسرة ، حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ، فرغب أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الدعاء ، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء ، فانسكبت فملأوا ما معهم من آنية ، ولم يجاوز العسكر . والحديث في هذا الباب كثير .
وأما تكثير الطعام ببركته ودعائه ( صلى الله عليه وسلم )
فقد روينا من ذلك أحاديث كثيرة بأسانيد صحيحة متصلة ، رأينا حذفها هاهنا اختصاراً لاشتهارها وانتشارها ، منها ما رويناه عن جابر رضي الله عنه : أن رجلاً أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير ، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله ، فأتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبره فقال : " لو لم تكله لأكلتم منه وقام بكم " . ومن ذلك حديث أبي طلحة المشهور ، وإطعام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثمانين أو سبعين رجلاً من أقراص من شعير جاء بها أنس تحت يده - إي إبطه - فأمر بها ففتت ، وقال فيها ما شاء الله أن يقول . وحديث جابر - رضي الله عنه - في إطعام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم الخندق ألف رجل من صاع شعير ، وعناقٍ ، قال جابر : فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا ، وإن برمتنا لتغط كما هي ، وإن عجيننا ليخبز ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بصق في العجين والبرمة وبارك . ومن ذلك حديث أبي أيوب الأنصاري : أنه صنع لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

الصفحة 207