كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
ذكر وفد جذام
قالوا : قدم رفاعة بن زيد بن عمير بن معبد الجذاميّ ، ثم أحد بني الضّبيب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الهدنة قبل خيبر ، وأهدى له عبدًا وأسلم ، فكتب له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا ؛ فيه : " هذا كتاب من محمد رسول الله ، لرفاعة بن زيد إلى قومه ، ومن دخل معهم ، يدعوهم إلى الله ، فمن أقبل ففي حزب الله ، ومن أبى فله أمان شهرين " فأجابه قومه وأسلموا . قال ابن إسحق وغيره : وبعث فروة بن عمرو بن النّافرة الجذاميّ ، ثم النّفاثيّ إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رسولاً بإسلامه ، وأهدى له بغلة بيضاء ، واسم رسوله مسعود بن سعد وهو من قومه ، فقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابه ، وقبل هديته ، وأجاز رسوله باثنتي عشرة أوقيةً ونشً ، وكتب إلى فروة جواب كتابه . وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم من العرب ، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام ، فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه فحبسوه عندهم ؛ فقال : في محبسه ذلك :
طرقت سليمى موهنًا أصحابي . . . والرّوم بين الباب والقروان
صدّ الخيال وساءه ما قد رأى . . . وهممت أن أغفي وقد أبكاني
لا تكحلنّ العين بعدى إثمدًا . . . سلمى ولا تدننّ للإتيان
ولقد علمت أبا كبيشة أنّني . . . وسط الأعزّة لا يحصّ لساني
فلئن هلكت لتفقدنّ أخاكم . . . ولئن بقيت لتعرفنّ مكاني
ولقد جمعت أجلّ ما جمع الفتى . . . من جودةٍ وشجاعةٍ وبيان
قال : فلما أجمعت الروم لصلبه على ماء لهم بفلسطين يقال له عفراء قال :
ألا هل أتى بأن حليلها . . . على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها . . . مشذبة أطرافها بالمناجل

الصفحة 21