كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
وعن عباس بن مرداس السلمي أنه لما تعجب من كلام صنمه ضمار ، وإنشاده الشعر الذي ذكرناه ، فإذا طائر سقط ، فقال : يا عباس ، أنعجب من كلام ضمار ، ولا تعجب من نفسك ؟ إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو إلى الإسلام ، وأنت جالس وعن أنس رضي الله عنه قال : دخل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأبو بكر وعمر ورجلٌ من الأنصار حائط أنصاريّ ، وفي الحائط غنم ، فسجدت له فقال أبو بكر : نحن أحقّ بالسجود لك منها . . . الحديث . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : دخل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حائطاً فجاء بعيرٌ فسجد له ، وذكر مثله ، ومثله في الجمل عن ثعلبة بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، ويعلى بن مرة ، وعبد الله بن جعفر قال : وكان لا يدخل أحد الحائط إلا شد عليه بالجمل ، فلما دخل عليه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعاه ، فوضع مشفره في الأرض وبرك بين يديه فحطمه ؛ وقال : " ما بين السماء والأرض شيء إلا يعلم أنى رسول الله إلا عاصي الجن والإنس " . وفي حديث آخر : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) سألهم عن شأنه فأخبروه أنهم أرادوا ذبحه . وفي راوية : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لهم : " إنه اشتكى كثرة العمل وقلة العلف " .
وفي رواية : " إنه شكا إلى أنكم أردتم ذبحه بعد أن استعملتموه في شاق العمل من صغره " فقالوا : نعم ، وقد روى في قصة العضباء وكلامها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتعريفها له بنفسها ، ومبادرة العشب إليها في الرعي ، وتجنب الوحوش عنها ، وندائهم لها أنك لمحمد ، وأنها لم تأكل ولم تشرب بعد موته حتى ماتت ، ذكره الإسفرائني . وروى ابن وهب : أن حمام مكة أظلت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يوم فتحها ، فدعا لها بالبركة . وقد ذكرنا قصة الغار وخبر الحمامتين والعنكبوت . وعن عبد الله بن قرط قال : قرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بدنات خمس أو ست أو سبع لينحرها يوم عيد ، فازدلفن إليه بأيتهن يبدأ . وعن أم سلمة قالت : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في صحراء فنادته ظبية : يا رسول الله ، قال : ما حاجتك " ؟ قالت : صادني هذا الأعرابي ولي خشفان في ذلك الجبل ، فأطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع ، قال : " وتفعلين " ؟ : قالت : نعم ، فأطلقها فذهبت ورجعت فأوثقها ، فانتبه الأعرابي . فقال : يا رسول الله ، ألك حاجة ؟ قال : " تطلق هذه الظبية " فأطلقها ، فخرجت تعدو في الصحراء وتقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .

الصفحة 215