كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
ومنه ما روى من تسخير الأسد لسفينة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
إذ وجهه إلى معاذ باليمن ، فلقى الأسد فعرفه أنه مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه كتابه ، فهمهم وتنحى عن الطريق ، وذكر في منصرفه مثل ذلك .
وفي رواية أخرى عنه : أن سفينة تكسرت به ، فخرج إلى جزيرة فإذا الأسد ؛ قال فقلت : أنا مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق . وروى أنه ( صلى الله عليه وسلم ) أخذ بإذن شاة لقوم من عبد القيس بين إصبعيه ثم خلاها ، فصار لها ميسماً ، وبقى ذلك الأثر فيها وفي نسلها . وقد روى عن إبراهيم بن حماد بسنده كلام الحمار الذي أصابه بخيبر ، وقال له : ما اسمك قال : اسمي يزيد بن شهاب ، فسماه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يعفوراً وأنه كان يوجهه إلى دور أصحابه فيضرب عليهم الباب برأسه ويستدعيهم ، وأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لما مات ، تردى في بئر جزعاً وحزناً فمات . وخبر الناقة التي شهدت عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لصاحبها أنه ما سرقها وأنها ملكه . وخبر العنز التي أتت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في عسكره ، وقد أصابهم عطش ونزلوا على غير ماء وهم زهاء ثلثمائة ، فحلبها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأروى الجند ، ثم قال لرافع : " املكها وما أراك " فربطها فوجدها قد انطلقت رواه ابن قانع وغيره ، وفيه : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن الذي جاء بها هو الذي ذهب بها " . وقال عليه السلام لفرسه ، وقد قام إلى الصلاة في بعض أسفاره : " لا تبرح بارك الله فيك حتى نفرغ من صلاتنا " وجعله قبلته فما حرك عضواً حتى فرغ من صلاته ( صلى الله عليه وسلم ) .
ومن معجزاته ( صلى الله عليه وسلم ) ما روى من كلام الأموات والأطفال وشهادتهم له بالنبوة .
فمن ذلك ما روى عن فهد بن عطيه : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أتى بصبي قد شب لم يتكلم قط ، فقال له : " من أنا " ؟ فقال : رسول الله . وعن معرض بن معيقب قال : رأيت من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عجبا ، جيء بصبى يوم ولد ، فذكر مثله ، وهو حديث مبارك اليمامة ، ويعرف بحديث شاصونة اسم رواية ، وفيه ؛ فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " صدقت بارك الله فيك " ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب ، فكان يسمى مبارك اليمامة ، وكانت هذه القصة بمكة في حجة الوادع .
وعن الحسن رضي الله عنه : أتى رجل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فذكر له أنه طرح بنية له في وادي كذا ، فانطلق معه إلى الوادي وناداها باسمها " يا فلانة احي بإذن الله " فخرجت وهي تقول : لبيك وسعديك ، فقال لها : " إن أبويك قد أسلما فإن أحببت أن أردك عليهما " قالت : لا حاجة لي فيهما ، وجدت الله خيرا لي منهم .

الصفحة 216