كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 218 """"""
حكاه ابن عبد البر . وروى النسائي عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال : " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ، ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبي محمدٍ نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف عن بصري اللهم شفعة في " قال : فرجع وقد كشف الله عن بصره .
وروى أن ابن ملاعب الأسنة أصابه استسقاء فبعث إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأخذ بيده حثوة من الأرض فنفل عليها ، ثم أعطاها رسوله ، فأخذها متعجبا - يرى أنه قد هزئ به - فأتاه بها وهو على شفا فشربها فشفاه الله . وذكر العقيلي عن حبيب بن فديك - ويقال فويك - أن أباه ابيضت عيناه ، فكان لا يبصر بهما شيئا ، فنفث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في عينيه فأبصر ، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وهو ابن ثمانين .
واتته امرأة من خثعم معها صبي به بلاءٌ لا يتكلم ، فأتى بماءٍ فمضمض فاه وغسل يديه ثم أعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسه به ، فبرأ الغلام ، وعقل عقلا ، يفضل عقول الناس . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة بابن لها به جنونٌ ، فمسح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صدره فثع ثعةً فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفى . وكانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة ، تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة ، فشكاها إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فما زال يطحنها بكفه حتى رفعها ولم يبق لها أثرٌ . وسألته جاريةٌ طعاما وهو يأكل ، فناولها من بين يديه ، وكانت قليلة الحياء ، فقالت : إنما أريد من الذي في فيك ، فناولها ما في فيه ، ولم يكن يسأل شيئا فيمنعه ، فلما استقر في جوفها ألقى عليها من الحياء ما لم تكن امرأة بالمدينة أشد حياء منها .
وأما الجراحات التي تفل عليها فبرأت فكثير
منها أنه ( صلى الله عليه وسلم ) بصق على أثر سهم في وجه أبي قتادة ، في يوم ذي قرد ، قال : فما ضرب علي ، ولا قاح . ومنها أن كلثوم بن الحصين رمى يوم أحد في نحره ، فبصق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيه فبرأ ، وتفل على شجة عبد الله بن أنيس فلم تمد . وتفل