كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 219 """"""
في رجل زيد بن معاذ حين أصابها السيف إلى الكعب حين قتل أبن الأشرف فبرئت ، وعلى ساق علي بن الحكم يوم الخندق ، إذا انكسرت فبرئ مكانه وما نزل عن فرسه . وقطع أبو جهل يد معوذ بن عفراء في يوم بدر ، فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وألصقها فلصقت . رواه ابن وهب ، ومن روايته : أن خبيب ابن يساف أصيب يوم بدر مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بضربة على عاتقه حتى مال شقه ، فرده رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونفث عليه حتى صح . ونفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خيبر فبرئت . وتفل في عيني علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر وكان رمداً فأصبح بارئاً . واشتكى على مرة فجعل يدعو ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم اشفه أو عافه " ثم ضربه برجله فما اشتكى ذلك الوجع بعد ذلك .
ومن معجزاته ( صلى الله عليه وسلم ) إجابة دعائه
وهذا فصل متسع جداً ، نذكر منه ما اشتهر وانتشر ، وتواترت به الأخبار وتداولته الرواة ، ونقله أصحاب السير ، ولا شك ولا خلاف بين أحد من الأمة في إجابة دعائه ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ وقد روي عن حذيفة أنه قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا دعا لرجل أدركت الدعوة ولده وولد ولده . روي عن أنس بن مالك قال : قالت أمي يا رسول الله ، خادمك أنسٌ ادع الله له ؛ قال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته " قال أنس : فوالله إن مالي لكثير ، وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المائة ، وما أعلم أحداً أصاب من رخاء العيش ما أصبت ، ولقد دفنت بيدي هاتين مائة من ولدي ، لا أقول سقطاً ولا ولد ولدٍ . ودعا ( صلى الله عليه وسلم ) لعبد الرحمن بن عوف بالبركة ، قال عبد الرحمن : فلو رفعت حجر لرجوت أن أصيب تحته ذهباً ، ولما مات حفر الذهب من تركته بالفؤس حتى مجلت به الأيدي ، وأخذت كل زوجة ثمانين ألفاً ، وكن أربعا ، وقيل : مائة ألف ، وقيل : بل صولحت إحداهن - لأنه طلقها في مرضه - على نيف وثمانين ألفاً ، وأوصى بخمسين ألفاً بعد صدقاته الفاشية في حياته . ودعا لمعاوية بالتمكين في البلاد فنال الخلافة . ولسعد بن أبي وقاص أن يجيب الله دعوته ، فما دعا على أحد إلا استجيب له . ودعا أن يعز الله الإسلام بعمر أو بأبي جهل فاستجيب له في عمر رضي الله عنه ؛ قال ابن مسعود : ما زلنا أعزةً منذ أسلم عمر . وقال لأبي قتادة : " أفلح وجهك ، اللهم بارك له في شعره وبشره " فمات وهو ابن سبعين سنة

الصفحة 219