كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 220 """"""
وكأنه ابن خمس عشر . وقال للنابغة : " لا يفضض الله فاك " قال : فما سقط له سن ، وكان ، أحسن الناس ثغراً ، إذا سقطت له سن نبتت له أخرى ، وعاش عشرين ومائة سنة ، وقيل : أكثر .
ودعا لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " فسمى بعد الحبر وترجمان القرآن . ودعا لعبد الله بن جعفر بالبركة في صفقة يمينه ؛ فما اشترى شيئاً إلا ربح فيه . ودعا للمقداد بالبركة ؛ فكان عنده غرائر من المال . ودعا كذلك لعروة بن أبي الجعد ، قال : " فلقد كنيت أقوم بالكناسة فما أرجع حتى أربح أربعين ألفاً . ودعا لعلي أن يكفى الحر والقر ، فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف وفي الصيف ثياب الشتاء ، ولا يصيبه حرٌ ولا بردٌ . ودعا على مضر فأقحطوا حتى استعطفته قريش فدعا لهم فسقوا . وتقدم خبره في دعائه في الاستسقاء والاستضحاء . ودعا على كسر أن يمزق ملكه فلم يبقى له باقيةٌ ، ولم تعد لفارس مملكة . وقال لرجل رآه يأكل بشماله : " كل بيمينك " قال : لا أستطيع فقال : " لا استطعت " فلم يرفعها إلى فيه بعد . وقال في عتبة بن أبي لهب : " اللهم سلط عليه كلباً من كلابك " فأكله الأسد كما تقدم . ودعا على محلم بن جثامة ، فمات لسبع فلفظته الأرض ثم ووري فلفظته ، فألقوه في صدين ورضموا عليه بالحجارة ، والصد جانب الوادي . ودعواته ( صلى الله عليه وسلم ) كثيرة عليه أفضل الصلاة والسلام .
ومن معجزاته ( صلى الله عليه وسلم ) انقلاب الأعيان
فيما لمسه أو باشره ؛ كسيف عكاشة بن محصن ، وعبد الله بن جحش ، وغير ذلك ، وكان من خبر عكاشة أن سفيه انكسر يوم بدر فأعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جذل حطبٍ ، وقال : " اضرب به " فعاد في يده سيفاً صارماً طويلاً أبيض شديد المتن ، فقاتل به ، ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلى أن استشهد في قتال أهل الردة ، وكان هذا السيف يسمى العون . ودفع لعبد الله بن جحش - وقد ذهب سفيه يوم أحد - عسيب نخل فرجع في يده سيفاً . ومن ذلك أنه ( صلى الله عليه وسلم ) مر على ماء فسأل عنه ، فقيل له اسمه