كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 221 """"""
بيسان وماؤه ملح ، فقال : " بل هو نعمان وماؤه طيب " فكان كذلك . ومنه أنه ( صلى الله عليه وسلم ) أعطى قتادة بن النعمان - وكان قد صلى معه العشاء في ليلة مظلمة مطيرة - عرجوناً ، وقال : " انطلق به فإنه سيضيء لك من بين يديك عشراً ، ومن خلفك عشراً فإذا دخلت ، بيتك فسترى سواداً فاضربه به حتى يخرج فإنه الشيطان " فانطلق فأضاء له العرجون ، ووجد السواد فضربه حتى خرج . ومن ذلك أنه ( صلى الله عليه وسلم ) زود أصحابه سقاء من ماء بعد أن أوكأه ودعا فيه ، ولما حضرتهم الصلاة نزلوا فحلوه فإذا به لبنٌ طيب وفي فمه زبدة . رواه حماد بن سلمة .
ومما يلتحق بهذا الفصل
أنه ( صلى الله عليه وسلم ) ركب فرساً لأبي طلحة ، كان يقطف - أو - به قطاف ، فلما رجع قال : وجدنا فرسك بحراً ، فكان بعد لا يجاري . ونخس جمل جابر بن عبد الله ، وكان قد أعيا فنشط حتى كان ما يملك زمامه ، وقد تقدم خبره . وخفق فرس جعيل الأشجعي بمخفقه معه وبرك عليها فلم يملك رأسها نشاطاً ، وباع من بطنها باثنى عشر ألفاً . وركب ( صلى الله عليه وسلم ) حماراً قطوفاً لسعد بن عبادة فرده هملاجا لا يساير . ومن ذلك بركة يده ( صلى الله عليه وسلم ) فيما لمسه كقصة سلمان في كتابته ، وما غرس له ( صلى الله عليه وسلم ) من الودي فأطعمت كلها من عامها ، والذهب الذي أعطاه وقد تقدم ذكر ذلك في إسلام سلمان . ومنه أنه ( صلى الله عليه وسلم ) مسح على رأس عمير بن سعد وبرك فمات وهو ابن ثمانين سنة وما شاب . وكذلك السائب ابن يزيد ، ومدلوك ، وكان يوجد لعتبة بن فرقد طيبٌ يغلب طيب نسائه ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مسح بيده على بطنه وظهر ومسح على رأس قيس بن زيد الجذامي ، ودعا له فهلك وهو ابن مائة سنة ورأسه أبيض وموضع كف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وما مرت به يده عليه من شعره أسود ، فكان يدعى الأغر . وروي مثل ذلك لعمرو بن ثعلبة الجهني ، ومسح وجه آخر فما زال على وجهه نور . ومسح وجه قتادة بن ملحان ، فكان لوجهه بريقٌ ، حتى كان ينظر فيه كما ينظر في المرآة . ونضح في وجه زينب بنت أم سلمة نضحة من ماء ، فما نعرف كان في وجه امرأة من الجمال ما بها . ومسح على رأس صبي به عاهة فبرأ واستوى شعره ، وعلى غير واحد