كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 223 """"""
فارس والروم ، رد الله بأسهم بينهم ، وسلط شراراهم على خيارهم ، وما أخبر به ( صلى الله عليه وسلم ) من قتالهم الترك والخزر والروم ، وذهاب كسرى وفارس ، حتى لا كسرى ولا فارس بعده ، وذهاب قيصر حتى لا قيصر بعده ، وأن الروم ذات قرون إلا آخر الدهر ، وأخبر بذهاب الأمثل فالأمثل من الناس ، وتقارب الزمان ، وقبض العلم ، وظهور الفتن والهرج ، وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها " فكان كذلك ؛ امتدت في المشارق والمغارب ، ما بين أرض الهند أقصى المشرق إلى بحر طنجة ، حيث لا عمارة وراءه ، ولم تمتد في الجنوب والشمال مثل ذلك . وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ويلٌ للعرب من شر قد اقترب " . وقوله : " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " ذهب ابن المدني إلى أنهم العرب ؛ لأنهم المختصون بالسقي بالغرب وهو الدلو ، وقيل : بل هم أهل المغرب ، ومن رواية أبي أمامة : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق قاهرين لعدوهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك " قيل : يا رسول الله وأين هم ؟ قال : " ببيت المقدس " . وأخبر ( صلى الله عليه وسلم ) بملك بني أمية ، وولاية معاوية ، ووصاه ، واتخاذ بني أمية مال الله دولا .
وأخبر بخروج ولد العباس بالرايات السود ، وملكهم أضعاف ما ملكوا ، وأخبر بقتل علي رضي الله عنه ، وأن أشقاها الذي يخضب هذه من هذه ، أي لحيته من رأسه . وقال : يقتل عثمان وهو يقرأ المصحف ، وأن الله عسى أن يلبسه قميصاً ، وأنهم يريدون خلعه ، وإنه يسقطر دمه على قوله تعالى : " فسيكفيكهم الله " . وإن الفتن لا تظهر ما دام عمر حياً ، وأخبر بمحاربته الزبير لعلي ، ونباح كلاب الحوأب على بعض أزواجه وإنه يقتل حولها قتلى كثيرة وتنجو بعدما كادت ، وإن عماراً تقتله الفئة الباغية ، وقال لعبد الله بن الزبير : " ويلٌ للناس منك ، وويل لك من الناس " وقال في قزمان وقد أبلى بلاء حسناً مع المسلمين : " إنه من أهل النار " فقتل نفسه . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " يكون في ثقيف كذاب ومبير " فكان الكذاب المختار بن أبي عبيد ، والمبير الحجاج بن يوسف . وأخبر بالردة ، وإن الخلافة بعده ثلاثون ، ثم ملكاً ، وقال : " إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ، ثم يكون رحمة وخلافة ، ثم يكون ملكاً