كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 227 """"""
العلوم وفنون المعارف ؛ كالطبّ والعبارة والفرائض والحساب والأنساب وغير ذلك ، مما جعل أهل هذه العلوم كلامه ( صلى الله عليه وسلم ) فيها قدوة وحجة وأصولا يرجعون إليها في علومهم ؛ كقوله عليه السلام : " الرؤيا لأول عابر وهي على رجل طائر " وقوله : " الرؤيا ثلاث ؛ رؤيا حق ، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ، ورؤيا تحزين من الشيطان " . وقوله : " إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب " . وقوله : " أصل كل داء البردة " وقوله : " المعدة حوض البدن ، والعروق إليها واردة " وقوله : " خير ما تداويتم به السعوط ، واللدود ، والحجامة ، والمشي ، وخير الحجامة يوم سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين ، وفي العود الهندي سبعة أشفية " وقوله : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه " . وقوله لكاتبه : " ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملى " . وقد وردت آثار بمعرفته حروف الخطّ ، وحسن تصويرها ؛ كقوله : " لا تمدوا بسم الله الرحمن الرحيم " رواه ابن شعبان من طريق ابن عباس ، وقوله في الحديث الآخر الذي يروى عن معاوية أنه كان يكتب بين يديه - ( صلى الله عليه وسلم ) - فقال له : " ألق الدواة ، وحرف القلم وأقم الباء ، وفرق السين ، ولا تعور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحيم " وإن لم تصح الرواية أنه ( صلى الله عليه وسلم ) كتب ، فلا يبعد أن يكون قد رزق علم الخط ، ومنع الكتابة والقراءة . وكذلك حفظه ( صلى الله عليه وسلم ) لكثير من لغات الأمم ؛ كقوله ( صلى الله عليه وسلم ) " سنه سنه " وهي حسنة بالحبشية ، وقوله : و : يكثر الهرج " وهو القتل بها ، وقوله في حديث أبي هريرة : " اشكنب دردم " أي وجع البطن بالفارسية ، وغير ذلك مما لا يعلمه إلا من دارس العلوم ، ومارس الكتب ، وداوم المطالعة ، وعكف على الاشتغال . وكان ( صلى الله عليه وسلم ) بخلاف ذلك لا يقرأ ولا يكتب ؛ كما أخبر الله تعالى عنه بقوله عز وجل : " وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون " وفي هذا أكبر آية ، وأعظم دلالة ، وأبين حجة ، وأبهر معجزة له ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 227