كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 230 """"""
والماء ينبع جوداً من أناملها . . . وسط الإناء بلا نهرٍ ولا وشل
حتى توضأ منه القوم واغترفوا . . . وهم ثلاث مئين جمع محتفل
أشبعت بالصاع ألفاً مرملين كما . . . رويت ألفاً ونصف الألف من سمل
وعاد ما شبع الألف الجياع به . . . كما بدوا فيه لم ينقص ولم يحل
أعجزت بالوحي أصحاب البلاغة في . . . عصر البيان فضلت أوجه الحيل
سألتهم سورة في مثل حكمته . . . فتلهم عنهم حين العجز حين تلي
ورام رجسٌ كذوب أن يعارضه . . . بعي غيٍ فلم يحسن ولم يطل
مثبج بركيك الإفك ملتبسٍ . . . ملجلج بزري الزور والخطل
يمج أول حرفٍ منه سامعه . . . ويعتريه كلال العجز والملل
كأنه منطق الورهاء شذبه . . . لبس من الخبل أو مسٌ من الخبل
أمرت البئر واغورت لمجته . . . فيها وأعمى بصير العين بالتفل
وأيبس الضرع منه شؤم راحته . . . من بعد إرساله بالرسل منهمل
برئت من دين قوم لا قوام لهم . . . عقولهم من وثاق الغي في غلل
يستخبرون خفي الغيب من حجرٍ . . . صلدٍ ويرجون غوث النصر من هبل
نالوا أذى منك لولا حلم خالقهموحجة الله بالإنذار لم تنل
واستضعفوا أهل دين الله فاصطبروا . . . لكل معضل خطب فادحٍ جلل
لاقى بلاءً من أمية قد . . . أحله الصبر فيه أكرم النزل إذا أجهدوه بضننك الضنك وهو على . . . شدائد الأزل ثبت الأزر لم يزل

الصفحة 230