كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 232 """"""
وجاثم بمثار النقع مشتغلٍ . . . بجاحم من أوار النار مشتعل
عقدت بالخزي في عطفه مقلدهم . . . طوق الحمامة باق غير منتقل
أمسى خليل صغارٍ بعد نخوته . . . بالأمس في خيلاء الخيل والخول
دامٍ يديم زفيرا في جوانجه . . . جنحٌ من الشك لم يجنح ولم يمل
يقاد في القد خنقا مشربا حنقا . . . يمشي به الذعر مشى الشارب الثمل
أوصاله من صليل الغل في علل . . . وقلبه من غليل الغل في غلل
يظل يحجل ساجي الطرف خافضه . . . بمسكة الحجل لا من مسكة الحجل
أرحت بالسيف ظهر الأرض من نفرٍ . . . أزحت بالصدق منهم كاذب العلل
تركت بالكفر صدعا غير ملتئم . . . وآب منك بقرحٍ غير مندمل
وأفلت السيف منهم كل ذي أسفٍ . . . على الحمام حماه آجل الأجل
قد أعتقته عتاق الخيل وهو يرى . . . به إلى رق موتس رقة الغزل
فكم بمكة من باكٍ وباكيةٍ . . . بفيض سجلٍ من الآماق منسجل
وكاسف البال بالي الصبر جدت له . . . بوابل من وبال الخزي متصل
فؤاده من سعير الغيظ في غللٍ . . . وعينه من غزير الدمع في غلل
قد أسعرت منه صدرا غير مصطبر . . . وحملت منه قلباالغير محتمل
ويوم مكة إذ أشرفت في أممٍ . . . يضيق عنها فجاج الوعر والسهل