كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 234 """"""
بيضٌ من العون لم تستل من غمدٍ . . . خيلٌ من الكون لم تستن في طيل
أزكى البرية أخلاقا وأطهرها . . . وأكثر الناس صفحا عن ذوي الزلل
زان الخشوع وقارٌ منه في خفرٍ . . . أرق من خفر العذراء في الكلل
وطفت في البيت محبورا وطاف به . . . من كان عنه قبيل الفتح في شغل
والكفر في ظلمات الرجس مرتكس . . . ثاوٍ بمنزلة البهموت من زحل
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معًا . . . وملت بالخوف عن خفيفٍ وعن ملل
وحلّ أمنٌ ويمن منك في يمنٍ . . . لما أجابت إلى الإيمان في عجل
وأصبح الدين قد حفت جوانبه . . . بعزة النصر واستعلى على الملل
قد طاع منحرفٌ منهم لمعترفٍ . . . وانقاد معتدلٌ منهم لمعتدل
أحبب بخلة أهل الحق في الخلل . . . وعز دولته الغراء في الدول
أم اليمامة يومٌ منه مصطلم . . . وحلّ بالشام شؤم غير مرتحل
تعرقت منه أعراق العراق ولم . . . يترك من الترك عظما غير منتثل
لم يبق للفرس ليث غير مفترسٍ . . . ولا من الحبش جيش غير منجفل
ولا من الصين صونٌ غير مبتذل . . . ولا من الروم مرمى غير منتضل
ولا من النوب جذم غير منجذم . . . ولا من الزنج جدل غير منجذل
ونيل بالسيف سيف النيل واتصلت . . . دعوى الجنود فكلٌّ بالجلاد صلي
وسلّ بالغرب غرب السيف إذ شرقت . . . بالشرق قبل صدور البيض والأسل
وعاد كل عدو عزّ جانبه . . . قد عاذ منك ببذلٍ منه مبتذل

الصفحة 234