كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 235 """"""
بذمة الله والإيمان متصلٌ . . . أو من شبا النصل بالأموال منتصل
يا صفوة الله قد صافيت فيك صفا . . . صفو الوداد بلا شوبٍ ولا دخل
ألست أكرم من يمشي على قدمٍ . . . من البرية فوق السهل والجبل
وأزلف الحلق عند الله منزلة . . . إذ قيل في مشهد الأشهاد والرسل
قم يا محمد فاشفع في العباد وقل . . . تسمع وسل تعط واشفع عائدا وسل
والكوثر الحوض يروي الناس من ظمأ . . . برحٍ وينقع منه لاعج الغلل
أصفى من الثلج إشراقاً مذاقته . . . أحلى من اللبن المضروب بالعسل
نحلتك الودّ عليّ إذ نحلتكه . . . أحبى بفضلك منه أفضل النّحل
فما لجلدي بنضج النار من جلدٍ . . . ولا لقلبي بهول الحشر من قبل
يا خالق الخلق لا تخلق بما اجترمت . . . يداي وجهي من حوبٍ ومن زلل
واصحب وصلّ وواصل كلّ صالحةٍ . . . على صفيّك في الإصباح والأصل
( صلى الله عليه وسلم ) وقد آن أن نأخذ في ذكر أخبار وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونبدأ من ذلك بما أنزل عليه عند اقتراب أجله ، ثم نذكر ابتداء وجعه والحوادث التي اتفقت في أثناء مرضه إلى حين وفاته ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر ما أنزل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عند اقتراب أجله ، وما كان يقوله مما استدل به على اقترابه
كان مما استدل به على اقتراب أجل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، نزول سورة الفتح ، وتتابع الوحي ، وتكرار عرض القرآن على جبريل ، واستغفار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأهل البقيع والشهداء . روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عن قول الله عز وجل : " إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا " فقال بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا الله وفتح علينا . وقال بعضهم :

الصفحة 235