كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 238 """"""
ذكر ابتداء وجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واستئذانه نساءه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها
كان ابتداء وجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يوم الأربعاء ، قيل : لإحدى عشر بقيت من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة . وقيل : لليلة بقيت من صفر . روى عن ابن شهاب ، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود - دخل حديث أحدهما في حديث الآخر - عن عائشة رضي الله عنها قالت : بدا برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شكوه الذي توفي فيه وهو في بيت ميمونة ، فخرج في يومه ذلك حتى دخل عليّ ، قال ابن مسعود عنها : رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي ، وأنا أقول : وارأساه ، فقال : " بل أنا يا عائشة وارأساه " قالت ثم قال : " وما ضرّك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك " قالت قلت : والله لكأنى بك لو قد فعلت لرجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك . قالت : فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتتامّ به وجعه وهو يدور على نسائه ، حتى استعزّ به وهو في بيت ميمونة ، فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فأذنّ له ، قالت فخرج يمشي بين رجلين من أهله ، أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر ، عاصبٌ رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتي ، قال عبيد الله : فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن عباس فقال : هل تدري من الرجل الآخر ؟ قال قلت : لا ، قال : علي بن أبي طالب قالت عائشة : ثم غمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، واشتد به وجعه ، فقال : " هريقوا عليّ من سبع قرب من آبارٍ شتّى " وفي رواية : " لم تحلل أو كيتهنّ لعلي أعهد إلى الناس " قالت فأجلسناه في مخضب لحفصة بنت عمر ، ثم طفقنا نصبّ عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا بيده أن قد فعلتنّ ، ثم خرج إلى الناس وصلى بهم وخطبهم ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما أمر به من سد الأبواب التي تشرع إلى مسجده إلا باب أبو بكر الصديق ووصيته بالأنصار
روى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال :