كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 241 """"""
ذكر أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه ، وخروج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما كلّم به الناس ، وكم صلى أبو بكر بالناس صلاة ، وما روى من أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ائتم بأبي بكر رضي الله عنه
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : " مروا أبا بكر يصلي بالناس " فقلت يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل أسيف ، وأنه متى ما يقوم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر ، فقال : " مروا أبا بكر يصلي بالناس " فقلت لحفصة : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف ، وأنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت عمر ، فقال : " إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر يصلي بالناس " فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد ، فلما سمع أبو بكر حسّه ذهب أبو بكر يتأخر ، فأومأ إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حتى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلي قائماً ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصلي قاعداً ؛ يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر . رواه البخاري في صحيحه . وروى محمد ابن سعد بسنده عن عبيد بن عمير الليثي نحوه . وقال : فلما فرغا من الصلاة قال أبو بكر : أي رسول الله ، أراك أصبحت بحمد الله صالحاً ، وهذا يوم ابنة خارجة - امرأة لأبي بكر من الأنصار - فأذن له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجلس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مصلاّه أو إلى جنب المنبر ، فحذّر الناس الفتن ، ثم نادى بأعلى صوته ، حتى إن صوته ليخرج من باب المسجد ، فقال : " إني والله لا يمسك الناس عليّ بشيء ؛ لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ، ولا أحرم إلا ما حرّم الله في كتابه " ثم قال : " يا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة رسول الله اعملا لما عند الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئاً " ثم قام من مجلسه ذلك ، فما انتصف النهار حتى قبضه الله تعالى . وعن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا بني عبد مناف لا أغنى عنكم من الله شيئاً ، يا عباس ابن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئاً ، يا فاطمة بنت محمد لا أغنى عنك من الله شيئاً سلوني ما شئتم " . وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : دخلت على عائشة فقلت لها حدثيني عن مرض

الصفحة 241