كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 242 """"""
رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قالت : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " أصلّى الناس " ؟ فقلت : لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال : " ضعوا لي ماء في المخضب " قالت : ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق ، فقال : " أصلى الناس " ؟ فقلت : لا هم ينتظرونك ، فقال : " ضعوا لي ماء في المخضب " قالت : " ففعلنا فذهب فاغتسل فقال : " أصلى الناس " ؟ قلت : لا ، هم ينتظرونك ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لصلاة العشاء الاخرة ، قالت : فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يأمرك أن تصلي بالناس ، فقال أبو بكر - وكان رجلاً رقيقاً - : يا عمر ، صلّ بالناس ، فقال له عمر : أنت أحق بذلك ، فصلى أبو بكر تلك الأيام . ثم أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وجد في نفسه خفة في نفسه فخرج بين رجلين أحدهما العباس ، فصلى الظهر وأبو بكر يصلي بالناس ، قالت : فلما رآه أبو بكر ذهب ليتاخر ، فأوما إليه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ألا يتاخر ، وقال لهما : " أجلساني إلى جنبه " فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي ، وهو قائم بصلاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) والناس يصلون بصلاة أبي بكر ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) قاعد ، قال عبيد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك بما حدثتني به عائشة عن مرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ قال : هات ، فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئاً غير أنه قال : سمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو علي بن أبي طالب . وروى محمد بن سعد ، عن محمد بن عمر ، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز ، وعبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو مريض لأبي بكر : " صلّ بالناس " فوجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خفة فخرج وأبو بكر يصلي بالناس ، فلم يشعر حتى وضع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يده بين كتفيه ، فنكص أبو بكر ، وجلس النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن يمينه ، فصلّى أبو بكر وصلّى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بصلاته ، فلما انصرف قال : " لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته " . وروى نحوه عن أبي معشر ، عن محمد ابن قيس . وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان في وجعه إذا خف عنه ما يجد خرج فصلى بالناس ، وإذا وجد ثقله قال : " مروا الناس فليصلوا " فصلى بهم ابن أبي قحافة يوماً الصبح فصلى ركعة ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فجلس إلى جنبه فأتم بأبي بكر ، فلما قضى أبو بكر الصلاة أتم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما فاته . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صلى في مرضه بصلاة

الصفحة 242